Saturday, October 22, 2011

إلى طغاة العالم


اتذكر أثناء الدراسة في المدرسة و تحديدا مادة التربية الاسلامية، كلما كنا ندرس نصا قرآنيا او حديثا شريفا، كان هناك سؤال لابد منه في نهاية كل درس و هو "من توجيهات الايات" او "من توجيهات الحديث الشريف" و مع اختلاف النصوص و عبرها و توجيهاتها، كانت هناك عبارة لا تفتأ تتكرر كثيرا في اغلب التوجيهات و هي "الجزاء من جنس العمل"، كانت تتكرر كثيرا لدرجة انها كانت اول ما افكر به اذا وجدت هذا السؤال في الامتحان. تخطينا مرحلة الدراسة في المدارس و من ثم، الجامعات و لكن هذه العبارة لا تزال تخطر ببالي كثيرا و استغرب ان الكثير من الناس لا يدركون معنى هذا العبارة و لا يدركون القدرة الالهية التي تسير هذه الحياة.

يوم الخميس الماضي كان يوما مجيدا، كان يوم مقتل القذافي، لم أستغرب ابدا لانني كنت منذ اشهر طويلة اتوقع هذه النهاية له،لانه القذافي افسد في الارض 42 عاما عانى فيها الشعب الليبي ويلات من الحرمان و التهميش و الجهل و التخلف و النزوات المريضة و عندما قال هذا الشعب كفى، بدأ القذافي في امعان القتل و الفتك بشباب بلده و كنا يتذكر الصور التي كانت تصل في بدايات ثورة السابع عشر من فبراير و مدى بشاعتها. الامر الذي ادى الى اتجاه الشعب الليبي الى حمل السلاح و حماية الشعب المنتفض و لكن ذلك لم يكون ليجدي نفعا خصوصا مع قلة التدريب و العتاد و التفوق الجوي لكتائب القذافي،و وصلت الامور تقريبا الى حافة الهاوية مع اقتراب جحافل القذافي من بنغازي، الامر الذي ادى الى تدخل حلف الناتو لنجدة الثوار و هنا اريد ان اشدد على التالي:
  • انا لا امجد دور حلف الناتو و اعرف ان وراء الاكمة ما وراها و ان مشاركة الحلف كانت بثمن من موارد الشعب الليبي و لكن موارد الشعب الليبي كانت حكرا على القذافي و ابناءه و بالتالي فالان الامر سيان بالنسبة للشعب الليبي.بل بالعكس، سيتمكن الشعب الليبي من استخدام اغلب موارده في بناء الدولة الجديدة.
  • الجميع يتفق على ان عدم تدخل قوات الناتو و وصول الكتائب الى بنغازي كان سيؤدي الى مذابح و تطهير لمناطق الشرق الليبي و العقيد و ابناءه وجهوا تهديدات بهذا المضمون.
  • تاخر الدول العربية في ردع الطغاة يؤدي الى التدخل الاجنبي و كان الاولى ان يقف العرب بقوة في وجه جبروت القذافي و ها نحن نرى الدور العربي الهزيل في سوريا.
  • الشعب الليبي الذي ضحى ب50 الف قتيل في سبيل الحرية سيضحي مرة اخرى في سبيل السيادة الوطنية اذا فكرت الدول الغربية في استعمار البلاد او استغفال العباد، هذه شعوب لا تعرف للخنوع طريقا و نسيت معنى الخوف الا من رب العباد.
و للاسف فان الكثيرين من الناس العاديين في الشعوب العربية اصبحوا يدعوون للعقيد بالنصر على الكفار و كأن القذافي اصبح حامي حمى الاسلام و هذا للاسف نتيجة عدم قراءة التاريخ و الجهل بالفضائع التي ارتكبها هذا الانسان بحق شعبه و بحق العرب و بحق الدين الذي يدعي البعض انه كان يدافع عنه في حربه ضد الناتو.

فيقرأوا الكتاب الاخضر الذي يدعي القذافي انه افضل من القرآن و يقرأوا تلك البدع و الخزعبلات و ليرجعوا الى الثمانينات حيث امعن القذافي قتلا في ابناء الشعب الليبي و دعم الحركات المتظرفة في العالم التي قتلت الابرياء في شؤق الارض و مغربها و شوه صورة الاسلام و العرب و الليبين عموما.

و مع متابعتي لمقاطع الفيديو على الانترنت وخصوصا موقع يوتيوب، و مشاهدتي العديد و العديد من المقاطع التي تعرض لحظات القاء القبض على القذافي، لاحظت انها قد صورت كلها بكاميرات الهاتف النقال و بايدي الثوار الليبيين و أحسست ان رب العباد وهب الانسان قدرة دمج الكاميرا في الهواتف النقالة حتى يستطيع هؤلاء الثوار ان يخلدوا هذه اللخظة التاريخية، حتي يستطيع كل فرد من الذين كانوا موجودين في مسرح الاحداث ان يخلد الذكرى بطريقته هو و أن ينقل للعالم نهاية هذا الظالم بلا رتوش أو رقابة حتى يصبح آية للناس.

و لكني ايضا اثناء متابعتي هذه اللقطات، استغربت وجود الكثير ممن علقوا أن الثوار خونة و كفار و ان القذافي مجاهد و مقاتل و شجاع و هو الذي كان ينتحب طالبا الرحمة، اخرون قالوا انه كان يجب ان ينقل حيا ليحاكم و ان هذه همجية و اريد ان اقول لهؤلاء جميعا أن يعودوا للتاريخ و يعرفوا جرائم هذا الانسان في شعبه، ماذا كنتم ستفعلون في القذافي لو كان من قتل اباءكم و سرق اموالكم و خرب بلادكم، ماذا كنتم ستفعلون لو عشتم بدايات الثورة و قتل الناس بواسطة المدافع المضادة للطائرات؟؟ و اما عن جهاد القذافي "المسلم" ضد الكفار فارجو ان لا ننسى أصل القذافي اليهودي و ما تدور حوله من شائعات على انه ابن حرام و لا ينتسب فعلا الى قبيلة القذاذفة و ارجو ايضا ان نتذكر تعديه على القرآن و الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة في اكثر من مناسبة....اريد ان اسأل..هل هذا من الاسلام في شيء؟؟؟

و اما عن همجية القتل و المحاكمة، فأنني لا انكر ان القذافي قتل بلا محاكمة و لكن دعونا يا اخوة نتذكر مقولة "الجزاء من جنس العمل"،و دعونا نفكر في اسباب هذه القتل الوحشي و نؤمن بيد الله في هذه الحادثة، كان قدر الله ان يقتل القذافي بيد ابناء شعبه بعد أن يقع في يديهم و يٌهان و يٌجرب طعم الخوف و "قهر الرجال" الذي مارسه على الليبيين سنين طوالا، كان قدر الله أن يمسك بالقذافي حيا و ان يبقى واعيا ليسمع و يعرف و يحصد ما زرع و يتيقن أخيرا أن الشعب الليبي قد قال "لا" و هو الذي كان ينكر في الاساس وجود المعارضة و وجود الثورة،كان قدر الله ان يقتل القذافي عن طريق"حكم الشعب" الذي ابتدعه العقيد في 1977 ليوهم العالم انه قد تنازل عن الحكم و أن الشعب يحكم نفسه بنفسه، و مرت 42 عاما كان فيها الشعب ليس له فيها من الحكم شيء و كل السلطة كان محصورة في يد القذافي و زمرته، 42 عاما لم يمارس فيها حكم الشعب ابدا الا مرة واحدة، حادثة واحدة فقط، استطاع فيها الشعب ان ينفذ حكمه و كانت هي حادثة القبض على القذافي و اعدامه، كان قدر الله ان يموت القذافي و هو يعرف أن ما قتله هو حكم الشعب الذي ابتدعه طيلة السنين الماضية دون ان ينفذه و كان اول حكم و اخر حكم في سلطة الشعب هو اعدامه.

مشكلة الطغاة أنهم يظنون ان عجلة التاريخ قد توقفت و انهم وكلاء الله على الارض و برغم كل قصص الماضي و اشارات الحاضر الا انهم يصرون على العناد لان غرورهم و نرجسيتهم يٌصوران لهم أنهم مميزون و مختلفون و انهم باقون الى الابد ولا يدرون أن الله واحد و أن عجلة التاريخ مستمرة لتاخذهم الى مزابل التاريخ و لذلك فكل الطغاة يموتون كالجزدان...لان الله ليس بغافل عنهم و لان الله يجعلهم عبر نتذكرها عبر الزمان،فلنتذكر غرق فرعون و هتلر المنتحر في قبو ثكنته و موسوليني الذي قتل على يد الناس في ميلانو شنقا و مُثل بجثته و تشاوسيسكو حاكم رومانيا الذي اعدمه الثوار هو و زوجته بعد محاكمة صورية لم تستمر اكثر من ربع ساعة و إني واثق ان كلا من الطاغيتين" بشار الاسد و علي عبدالله صالح" لو كانا يفهمان لغة الزمان و اشارته لكانا سلما السلطة بمجرد رؤية صور القذافي و نهايته لكنهم صم بكم عمي عن هذه اللغة و تلك الاشارات و لذلك حقت عليهم هذه النهاية باذن الله.




Saturday, October 15, 2011

عريس لقطة



كُتب هذا النص بتاريخ 3-7-2009


عريس لقطة

قبل فترة بسيطة من الزمن،لنقل أسبوعين،كلمني صديق عزيز جدا على قلبي عبر الانترنت قبيل انتصاف الليل قائلا انه يريد أن ينصحني نصيحة مهمة جدا،قلت له:"كلي آذان صاغية"،فقال:

"يا عبد عمرك ما تفكر تحب أبدا إلا و أنت جاهز و وضعك المادي ممتاز جدا و بتقدر تطلب أي إنسانة بتتمناها"

و رغم سماعي لهذه "النصيحة" منذ فترة طويلة من كثير ممن أعرفهم، إلا أنني فكرت كثيرا بهذه الجمل خلال الأسبوعين الماضيين،ولا ادري لماذا؟؟شي ما في داخلي يدفعني لتفنيد هذه النصيحة،إحساس عميق يدفعني للكتابة، ولا تسيئوا فهمي،أنا لا أريد أن أفند رأي صديقي الذي اعرفه جيدا و اعرف انه قال هذه العبارات في لحظة يأس نادرة انتهت كما طوت الشمس ظلام تلك الليلة التي تمت فيها تلك المحادثة،أنا لا أريد أن أفند رأيه بقدر ما أريد أن أفند رأي المجتمع الشرقي بأكمله،ذلك المجتمع الذي يبحث عن العريس "اللقطة"الذي تمتلئ جيوبه بالأوراق الخضراء،و يملك المنصب و السيارة و البيت،ولا بأس بمزرعة أو وديعة بنكية ضخمة، و حبذا أن يكون ابن عائلة عريقة او ذات مستوى اجتماعي عالٍ الى آخره من الشروط المطلوبة هذه الأيام حتى تستطيع ان تكون عريس "لقطة"،أجد نفسي تتوق الى كتابة هذه السطور التي أريد من خلالها ان ابرز رؤيتي في هذا الموضوع الذي يمسني و يمس جيلاُ من الشباب لما يتزوج بعد لمجرد انه ليس عريس لقطة.
لنسأل أنفسنا"ما هو الحب"،الكل منا لديه تعريف خاص به يعكس من خلاله تجربته في الحياة حيال الجنس الآخر،لا أريد ان أخوض في تعريفي الخاص و لكني أريد أن اقتبس منه كلمتين فقط، الأولى هي "التضحية"،الحب حالة إنسانية تجمع شخصين يجب أن يضحي كلاهما في سبيل الآخر دون انتظار مقابل او بدل او مردود،عندما نضحي بكل ما نملك في سبيل إنسان فإننا نحبه، لا يكفي أن نقول لشخص كلمة "احبك" لان الحب برأيي أفعال و ليس أقوالا.

و الكلمة الأخرى هي "الاحترام"،الحب يجمع شخصين يحترم كلاهما الآخر،لا يتعالى فيه طرف على الآخر،ليس هناك من يكون سيدا و يكتفي الآخر بدور العبد،ليس فيه احتقار أو تصغير لأحد،بل احترام و تقدير متبادل يعكس حالة من الوحدة التي تجمع روحين اختارتا إكمال الطريق سويا حتى يفرق الموت بينهما.
لكن الواقع ان هناك شريحة كبيرة من المجتمع الشرقي لا تفكر إطلاقا في معنى الحب،و لكنها تجتهد في البحث عن عريس اللقطة،اجتهاد يصل أحيانا الى حالات من الإذلال و العرض الرخيص كما يعرض العبيد في سوق النخاسة،و يجد الشاري ضالته و الشكر يعود الى مهارة السمسار و يتقدم العريس للخطبة و يتم الاتفاق و يكتب الكتاب و تقوم الأفراح و كل شيء يبدو على ما يرام،و لكن لنفكر قليلا سادتي،هل هكذا زواج سيكون زواجا سعيدا؟؟ و الحقيقة انه يمكن ان يكون زواجا ناجحا للغاية ولا يرجع الفضل في ذلك الى المال بقدر ما يرجع الى طبيعة الرجل و المرأة الذين جمع بينها رباط الزواج و الأهم من هذا و ذاك هو توفيق رب العالمين سبحانه و تعالى،و لكن هناك من يواجه مشكلات كامنة في هكذا زواج،بمعنى أنها تحتاج فترة حتى تبرز الى السطح و من مثل هذه المشاكل ان يظن الرجل ان شريكة حياته قد اختارته لأجل محفظته المتخمة و ادعت حبه حتى تفوز بماله ،و لا تنكروا يا سادتي ان مثل هكذا زيجات قد حصلت كثيرا، و تبرز هذه المشكلة حينما يحس الرجل ان زوجته قد تغيرت بعد الزواج و حينما لا يجد منها ذلك الحب و الحنان و التفاني الذي كان قبــــــل الزواج فتبرز هذه الأفكار الى رأسه و قد تؤدي مثل هذه الأفكار الى كارثة مدمرة تحيق بالزواج و قد تقضي عليه نهائيا.

هذه المشكلة حصلت نتيجة فقدان الحب لأحد ركائزه الأساسية إلا و هي التضحية،حيث يحس الرجل انه المضحي و أنه وقع ضحية استغلال من قبل زوجته و أهلها، قد يكون هذا صحيحا و قد لا يكون لكن الشيطان ماهر و يقنع الرجل بهذه الأفكار السوداوية،التضحية ركيزة مهمة في العلاقة بين الرجل و المرأة و يجب أن تكون متبادلة و تنم على ان الحب يكون للشخص و ليس للمادة و هنا تكون عظمة الحب.

هناك مشكلة خطيرة أخرى أريد أن أسلط عليها الضوء قد تعصف بزيجات من هذا النوع و هي أن يعامل الرجل امرأته بدونية و أن يمن عليها و أن يعدد أفضاله عليها و يهينها و يهين أهلها بمناسبة و بدون مناسبة،كيف لا و هو عريس اللقطة الغني الذي بإمكانه أن يتزوج من يشاء و يعمل ما يشاء؟ 

مثل هذه المشكلات تهوي بنفسية المرأة إلى الحضيض و قد تسبب لها مشاكل نفسية و صراعات داخلية مكبوتة قد تؤدي إلى إصابة الزوجة بأمراض خطيرة مزمنة كالضغط و السكري او الجلطة مثلا،أو قد تؤدي إلى قيام المرأة بعمل طائش كمحاولة انتقام من الزوج نتيجة إصابتها بنوع من الاضطرابات العصبية التي لا افقه عنها شيئا و كثيرا ما قرانا صفحة الحوادث وصدمتنا حالات انتقام تقوم بها الزوجة تصل أحيانا إلى القتل العمد،و لكن هل سألنا أنفسنا مرة،لماذا حصل هذا؟؟؟؟؟؟

علمتني الحياة انه لا شي يوجد من العدم،لكل حدث سبب،هذا شي أكيد،و لكن ما هو سبب مثل هذه الجرائم؟قد يكون ذلك لأنه زواج لم يقم على الاحترام المتبادل،هناك سيد و هناك عبد و الدور أبدي و ثابت لا يريم،برغم أن الزواج الناجح يتطلب مرونة في التعامل و تبادلا في الأدوار،نصح رجل ابنه المقبل على الزواج قائلا:"يا بني كن لها عبدا تكن لك امة"،،،،،،،،أمة أي عبدة.

أنا لا أدعو إلى نبذ كل إنسان يكون مقتدرا او غنيا و يأتي طالبا الزواج و لكني ادعو الى التريث و السؤال و الاهتمام بعلمه و أدبه،فليس كل من يملك المال بعالم و ليس أيضا بإنسان خلوق مؤدب،و الاهتمام بشكل خاص بدينه و صلاحه فلا يوجد إنسان يتميز عن إنسان إلا بالتقوى كما ورد في الحديث الشريف،كما اني لا ادعو الى قبول كل إنسان فقير معدم لا يملك أي مقوم يؤهله بالقيام بواجبات الزواج و لكني أدعو إلى التركيز على دين الإنسان و صلاحه،على علمه و شهادته او عمله و حرفته،الى اختيار الإنسان الطموح لتحسين حالته و وضعه،الى اختيار الإنسان المثابر المجتهد و إتباع الحدس بأن هذا الإنسان قد يغدو رجلا ناجحا و لن يغيب آمال من رأوا في داخله تلك القدرة على التغيير و الإبداع.

قيل قديما "الزواج قسمة و نصيب"و هذا قول صحيح تماما،و حتى أن كثيرا من الزيجات التي قامت على الحب المتبادل قد انتهت نهايات مأساوية و مهما تكن الأسباب التي أدت إلى ذلك يجب أن تتذكر دائما أن إرادة الله تعالى هي العليا و أن الإنسان لا يأخذ إلا ما كُتب و قُدر عليه في هذه الدنيا.

قد تظنون يا سادتي أنني رجل ساخط على المجتمع الشرقي في العقد الثالث من العمر لم يتزوج بعد ولكني لا أزال طالبا في الجامعة يدرس الهندسة الكهربائية و عمري 21 عاما فقط و سوف أتخرج العام القادم بإذن الله تعالى،و لكني كجزء من هذا المجتمع أحس أنه يحوي كثيرا من المشاكل التي من واجبي على الأقل أن الفت إليها النظر و أصارح مجتمعي بها حتى يغدو مجتمعا أفضل،أقوى و أكثر تماسكا.

بينما اكتب هذه السطور يقوم احد أقربائي بخطبة إحدى قريباتي و يبدو أن كل شي على ما يرام و انتهز الفرصة لأقول لهما مبارك لكما و بالرفاه و البنين،لكن الطريف في الأمر أن أخ العريس الكبير قد طلب أخت العروس الكبرى قبل 4 سنين عندما كانت أحوال عائلة العريس عادية ،وقد قوبل هذا الطلب برفض قاطع وقتها،لكن 4 سنوات فترة كانت كافية لكي يقوم هذا الأخ الكبير بمساعدة إخوته من تغيير أحوالهم حتى رزقهم الله بما صبروا و أعطاهم،و بعد 4 سنين يقابل طلبهم بموافقة أكيدة لا تحتاج إلى شي من التردد و التفكير،و أسائل نفسي،لماذا لم تحصل هذه الموافقة قبل 4 سنوات؟لماذا لم يعطى ذلك الإنسان فرصته و تم تقييمه و رفضه لمجرد انه لم يكن وقتها "عريس لقطة"؟لماذا لم يتم الإيمان في قدراته و طموحه في التغيير؟؟أسئلة كثيرة اطرحها على نفسي في هذه اللحظات.

قبل أن أرسل هذه المادة للنشر،قرأها أحد أصدقائي و قال أن العاطفة فيها تطغى على الفكرة و أن هذا من شأنه أن يضعف النص الذي يمكن اعتباره معالجة اجتماعية،و أحسست أنني ربما بالغت في الوصف،و لكني بعد قليل من التفكير وجدت أن نزع العاطفة من هذا النص كنزع الروح من جسد حي،فكلاهما يصبح بلا فائدة،فكثير من الأشياء في حياتنا ننظر إليها من خلال عواطفنا و قلوبنا،ولو رأيناها من زاوية أخرى لاختلفت قراراتنا و طبيعة حياتنا،فأغلب قراراتنا الشجاعة ما كانت لتصدر لولا عواطف جياشة تسكن صدورنا،و صدقوني، تلك القرارات الشجاعة هي من أعطت للعالم صورته و شكلت التاريخ و حررت الأمم،معادلات الحياة لا تحل فقط بالمنطق و الأرقام الذين يتطلبان توافر كل العناصر و المقومات حتى نجد الحل و لكنها تحل أيضا بالإيمان و الثقة الذين يعوضان غياب ما فقد من عناصر، و كلاهما ناتج في اغلب الأحيان عن الحب.و بالنسبة لموضوع هذا النص،فإن الفكرة لم تكن لتوجد لولا عاطفة جياشة سكنت صدر كاتبها وحثه على كتابة هذه المادة التي لا اعتبرها معالجة اجتماعية بقدر ما أجدها حديثا نابعا من القلب.



تبقى نقطة أخيرة يجب ان أوضحها،شخصيا كشاب في الواحد و العشرين من العمر،لدي أمنيات كثيرة أرجو أن تتحقق و لكني أؤمن بالله تعالى و بالقسمة و النصيب،وأشدد على التالي:

ارفض أن تتم رؤيتي من خلال حجم محفظتي فأنا شخص أفضل من ذلك ،ارفض أن أكون شخصا يحظى بامتياز اختيار المرأة التي يريد كما نختار ملابسنا الجديدة التي نمتلك أثمانها في جيوبنا،ارفض أن تحس زوجتي في يوم من الأيام بأنني أفضل منها و أنني قدمت لها فرصة عمرها عندما طلبت يدها للزواج،أطالب بإعطائي فرصة أثبت فيها طموحي و قدرتي على التغيير للأفضل،و باختصار شديد أنا ارفض أن أكون "عريس لقطة" بشكل قاطع و لكني أقول في الوقت الذي يظن فيه بعض الناس أن الحب خلق للغني و القوي و المحظوظ،أقول لهؤلاء إنهم للأسف لا يعرفون شيئا عن الحب و أرد عليهم كما قال فورست جامب "Forrest Gump" في الفيلم الذي حمل اسمه
I Know What Love Is”                               


Saturday, October 8, 2011

Steve Jobs........iSorry


بصراحة هاي الايام صار شي مهم كثير بحياتي و حياة عيلتي و هو انو ابوي دخل فلسطين للمرة الثانية  بعد 37 سنة من الغياب و بصراحة هاد كان شي ولا في الاحلام، ما كنت بتوقع هاد الشي ابدا، اني اشوف والدي في نابلس و اني امشي معو و اني اخذو على الجامعة و احكي لو اني تعلمت هون.....صراحة اشياء كثير ما كنت متوقعها و لكن فعلا انو ربنا كبير و الحمد لله على كل شي.

يوم الخميس الصبح جهزت حالي للدوام و كان ابوي و امي موجودين و فاتحين على الجزيرة و انا طلعت برا البيت بس شي قال لي ارجع دق الباب....بصراحة كان معي ساندويش بدي ارجعو لانو جاي على بالي افطر سلطة بالشغل ههههههه...امي فتحت الباب بتحكي شو في؟؟ حكيت لها خذي الساندويش و فعلا اخذتو مني و لسا بدها تسكر الباب....و فجأة سمعت صوت بقول "اعلن عن وفاة ستيف جوبز عن عمر يناهز 56 عاما......" انصعقت....كان الدوام ظايل لو كم دقيقة بس ما لقيت حالي الا جوا البيت و بأشر للجميع يسكتو شوي مشان اسمع هاد الخبر المحزن.....والله ما صدقت....صرت احكي :لأ يا ستيف.....لأ يا ستيف........ابوي فكرني مجنون و امي فكرت انو صارت كارثة و سالوني مين هاد ستيف جوبز............ما عرفت شو اجاوب و لفيت حالي و رحت على الدوام.

بالدوام كنت متنكد و قاعد لحالي و اجا زميلي في القسم على الدوام...سلمنا على بعض....بحكي لو والله اني سمعت خبر بسم البدن....بحكي خير شو في؟؟ قلت له انسى مو مهم كثير....هو اصر يسمع الخبر.....حكيت لو انو جوبز توفى.....بحكي لي شو يعني؟؟؟ احزن على موتى اطفال المسلمين احسن لك........بهاي اللحظة بتحس حالك جاي من مجرة ثانية مش كوكب ثاني.....سكتت و ما حبيت اجادل خصوصا لفرق السن بيني و بين زميلي....

صارت الساعة 10 و صرت اسمع الناس بالشغل بحكو عن الموضوع...حتى في احد المدراء قال انو لازم نروح نحضر العزاء لانو بوزعو دلايل ايفون ههههههه "توزيع الدلايل هي عادة نابلسية قديمة و هي عبارة عن توزيع الكنافة على المعزين في اخر يوم من ايام العزاء"....و مع اني ضحكت الا اني ظليت افكر في وفاة جوبز و بلوم حالي كثير.....لانو معرفتي بحوبز هي معرفة من فترة بسيطة بس و لكن هاي الشخصية كان لها تأثير على حياتي اكثر من ناس كثير عرفتهم من سنين.

للي بعرفني شخصيا و بناقش معي اخبار التكنولوجيا بعرف اني بفضل المصادر المفتوحة و شخصيات مثل ريتشارد ستالمان و لينوس تورفالدس عن شخصيات ثانية زي بيل غيتس و ستيف جوبز....و بصراحة كانت عندي نظرة لستيف على انو انسان محتكر و بالتالي شرير و همه الاساسي انو يربح كمان و كمان و هاي هي....و على غير عادتي ما قرات عن الرجل كثير و ما اهتميت اعرف هاي الشحصية من كل الجوانب.......ما اهتميت اعرف مين هو و كيف بدأ و شو هي سيرة حياتو....و مرت الايام.....

في اواخر شهر رمضان الماضي كنت كالعادة رايح على الدوام و اول شي بفتحو اني بقرأ شوية اخبار على Google Reader منها السياسي و منها التكنولوجي........و لقيت خبر بقول "استقالة ستيف جوبز كمدير تنفيذي لشركة أبل"...بصراحة اول شي ما اهتميت اقرأ لاني عندي اراء في الرجل و بالعربي ما بطيقو.....اصلا توقعت انو تكون حركة من حركات الاغنياء و بدو يعمل فيلم ولا شي او يترك الشغل و يتمتع بشوية نشاطات خبرية و التمدد على جزيرة في البحر الكاريبي هههه....لكني بعد شوية تردد قلت خليني اقرا شو الخبر....مش خسرانين شي....و فعلا فتحت الخبر......

لقيت انو الرجل استقال لانو كان مصاب بسرطان البنكرياس و وصل لمرحلة حرجة كثير و قرات طبعا زي الملايين الي بحبو التكنولوجيا رسالة الاستقالة.....بصراحة كان خبر أثر فيي كثير....حسيت اني كنت ظالم الرجل بشكل غريب و اني اطلقت عليه احكام سيئة كثير و الرجل بعاني و حالتو صعبة....حسيت بتأنيب الضمير لانو هاي مش عاداتي ابدا........عمري ما حبيت اظلم حدا ابدا...و حسيت اني ظلمتو كثير و كان لابد اني اكفر على الخطأ هاد.

روحت يومها على البيت و بلشت ادور على الانترنت عن حياة ستيف جوبز في المواقع الانجليزية و العربية و بلشت اقرأ و انا مع كل سطر انصدم اكثر و اكثر.....رجل استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معاني...ابتداء من طفولته و اصولو العربية " لو انو ظل عن بشار الاسد لكان ممكن يصير اكثر ما فيها مدير مقسم تلفونات هاد اذا كان مدعوم و واسطات و رشاوى" مرورا بخروجو من الجامعة و تعرفو على ستيف وزنياك و شراكتهم في تأسيس شركة أبل و تصنيع اول كمبيوتر شخصي في العالم و اطلاق ابل1 و ابل 2 و الكمبيوتر ليزا و التحقة التكنولوجية "الماكنتوش" و بعدها خروجوا من ابل بسبب الخلاف مع مجلس الادارة و تأسيسه لشركة نكست للكمبيوتر و شركة بيكسار لانتاج افلام الكرتون "الانمي" الي عملت نقلة نوعية في صناعة السينما "يكفي تأثير فيلم حكاية لعبة Toy Story على السينما في العالم" ثم عودتو لابل مرفوع الرأس لياخذ بيدها من حافة الهاوية للشركة التي فاقت شركة اكسون موبيل النفطية الامريكية كأكبر شركة في العالم من الناحية السوقية و يجعلها الشركة التي امتلكت من السيولة النقدية ما يفوق ما هو متوفر في خزينة الحكومة الامريكية و هاد كلو عن طريق سلسلة ابتكارات "i" الي غيرت العالم و ثقافة الناس على وجه البسيطة.

بحثت كثير عن حياة ستيف في اليوتيوب...كنت حابب اعرف عن حالتو المرضية....كنت بدي اعرف مدى خطورة المرض...و لقيت حالي بسمع بخطاب ستانفورد الشهير الي ما راح احطو هون لانو ما ظل حدا الا سمعو....كان خطاب ملهم كثير...عظيم كثير...بسيط كثير...كان خطاب شبه كامل "فالكمال لله وحده"...كان خطاب متواضع....كان في صوتو هاي النبرة الي بتخليك تحس انو بحكي معك في جلسة عائلية و بنصح فيك...كان في هاد الخطاب رغبة من جوبز انو الجميع يفهم انو سر النجاح بسيط للغاية....لانو هاي الايام في ناس بتكتب كتب عن النجاح و بعملو محاضرة و برمجة لغوية عصبية و مش عارف شو..........كلو كلام ما بامن فيه....الانسان لا يمكن ان يبرمج كالالة.......الانسان عندو عواطف و احاسيس و مشاعر و هاد الي خلانا بشر و ميزنا على بقية خلق الله..."الانسان يجب ان يفعل ما يحب و ان يبحث عنه مهما طال الزمن".....لخص جوبز المعادلة في هاي الجملة الي ابهرتني لما سمعتها....خصوصا اني حاليا في مرحلة اختيارات و قرارات راح ترسم خط حياتي لحد ما اموت....كلام جوبز كان مثل الدواء الي بنتظره المريض من زمان....اعطاني القدرة على اني اطمئن الى القرار الي اتخذو لمسار حياتي و الي بتمنى انو ربنا ييسرو لي ياااااا رب....

خطاب ستانفورد كان خطاب رائع...بس كنت بدور على شي بحتوي على خلاصتو في بضع دقائق حتى اني لما بدي ابعتو لحدا اتاكد انو راح يسمعو على الاكيد و فعلا لقيت هاد الفيديو الي بتمنى اني اشوف الشب الي عملو و احكي لو شكرا و جزاك الله خيرا

هاد الفيديو كان خلاصة خطاب ستانفورد.....هو عبارة عن جرعة مركزة ينصح بتناولها يوميا و كلما دعت الحاجة....جرعة غنية من ناحية المحتوى و الموسيقى و الصور....ما في يومين مرو بدو ما اسمعها....و اغلب المرات بسمعها و بتدمع عيوني......مرة سمعتها و بكيت كثير لاني بتمنى من ربنا انو ييسر لي الشي الي نفسي فيه و بحس كل ما اسمع هالفيديو انو ان شاء الله هانت...لقيت حالي ببكي و هو عم يحكي....ما بكيت على وفاة ستيف....كلنا راح نموت...في كثير ناس ممكن يحكو عني مجنون و عن غيري من الي تأثرو بوفاتو و بحكو انو كافر و بوذي و وثني و مش عارف شو.....بحب اقول لهم....صحيح كل شي قلتوه لكنه بالنهاية انسان عظيم غير في حياة كل واحد فينا بشكل مباشر او غير مباشر...و انو النجاح ربنا وهبو لناس غير مسلمين  و انو في حديث شريف للرسول صلى الله عليه و سلم بقول "اطلب العلم ولو في الصين"....احنا ما بنحكي انو كل شي بحياة جوبز كويس و لكن احنا بنحكي عن تفكير الرجل و عن الي قدمو للعالم يا اخوان....

{مر بجنازة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام لها، فقالوا: يا رسول الله! إنها جنازة يهودي، قال: أليست بنفس } صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

يوم الخميس بالليل كنت ماشي برفيديا....تطلعت على سبيتاني سنتر و تذكرت انو هاد المتجر حاليا معو وكالة ابل في فلسطين....قررت ادخل و اشوف اذا كانو زي بقية متاجر ابل في العالم حاطين صور جوبز على الماك و الاي باد و مقدمين شوية احترام للرجل.....دخلت و لقيت الاجهزة بتشغل افلام و ما عليها شي.....حاولت احط صورة جوبز بدون ما يحس حدا و لكن ما قدرت لانو ما في انترنت على الاجهزة.....حكيت مع الموظف المسؤول و فهمتو انو كل المتاجر الي معها وكالة ابل عاملة هاد الشي كنوع من اظهار الاحترام للرجل بس هو صار يحكي لي انو ما بقدر و لازم يشوف المدير و سياسة شركة و حسيتو بتهرب مني...انا تركتو و خرجت و بعد ما مشت 100 متر كنت بدي ارجع احكي مع مديرو لاني حسيت اني ما بذلت جهدي مشان افهمو القضية بس ما حبيت اطلع بسواد الوجه كمان مرة.

لساتني بحب الاوبن سورس....و مبارح صديق لي طلب رايي في جهاز و نصحتو بالسامسونج جالاكسي رغم انو هو كان مفكر في الايفون....و انا شخصيا ما بفكر اشتري اي منتج لابل بس مع هيك راح اتذكر ستيف جوبز طول عمري....و اذا ربنا قسم لي اني احقق حلمي في اني اكون استاذ جامعي....راح احكي لطلابي عن ستيف جوبز...و اذا ربنا قدر لي اني اكون والد....راح احكي لاولادي عن ستيف جوبز لانو حياة ستيف جوبز هي تجربة عظيمة تستحق التوقف عندها و لو كان ستيف حي و صارت لي فرصة اني اشوفو كنت راح احكي لو.....سيد جوبز.....انا اسف...

Friday, September 9, 2011

مشافي فلسطين.....أخطاء بالكيلو


في الحقيقة انا لست كاتبا غزير الانتاج، لانني في بعض الاحيان يصيبني نوع من الكسل و التقاعس عند توارد بعض الافكار على ذهني فتضيع الفرصة و لا اتمكن من تدوين تلك الافكار، و لكنني ايضا من تلك النوعية التي تجد نفسها مجبرة في بعض الاحيان على الكتابة، خصوصا عندما اشاهد "العوج"، لا شي يحفزني اكثر من العوج و ما اكثر العوج في بلادنا، لا تكاد تفكر في جزئية من جزيئات حياتنا دون ان تجد العوج ينظر اليك تلك النظرة الاستفزازية، نظرة المنتصر، يعرف انه متأصل في انفسنا و يعرف انك في الاغلب سوف تشيع بعينك عنه متجاهلا التحدي، و تمضي في حياتك و العوج يلازمها و تتجاهله، و لكني في بعض المرات لا اشيح بوجهي و اقبل التحدي مستعينا بالكتابة سلاحا يعينني على هذه المعركة، هكذا اخوض المعركة لانني لا استطيع ان اتحمل اكثر من هذا، اعرف قواعد اللعبة و اعرف ان الفوز صعب لكني على الاقل لم اولِ الادبار يوم الواقعة.

طبيعة الانسان تفرض عليه القصور و الخطأ، فالكمال لله وحده و الخطأ وارد في كل المجتمعات، و الطبيب انسان و بالنالي فهو يخطىء كما يخطىء المهندس و المعلم و العامل، كلنا خطاؤون و لكن خطأ الطبيب من الاخطاء التي تكون تكلفتها باهظة، لان خطأ الطبيب قد يضر مريضه او يقتله و لذلك كانت مهنة الطب من المهن التي تحتاج ضميرا حيا و مواصفات خاصة حتى تتوفر للانسانية نوعية خاصة من البشر القادرين على التركيز في احلك المواقف و علاج الامراض و الاصابات مع تقليل هامش الخطأ الى ادنى مستوياته لان حياة الانسان لا تقدر بثمن و مع ذلك فالاخطاء الطبية تحدث دائما في كل انحاء العالم، و لذلك توجد لجان خاصة تحقق في تلك الوقائع و تحدد توصيات لضمان عدم تكرار هكذا اخطاء في المستقبل قد تشمل عقوبات تأديبية لبعض الاطباء اذا كان الخطأ متعمدا و توجد تشريعات خاصة تقوم على تعويض اهل الفقيد بما يتناسب مع عظم المصيبة التي نتجت عن ذلك الخطأ الطبي.

اعيش حياتي في فلسطين و اذهب الى عملي و اتبادل اطراف الحديث مع زملائي و اعود الى بيتي و لا يكاد يمر يوم دون ان يخبرني احد الزملاء او الاهل عن قصة الزوجة التي توفيت اثناء الولادة او قصة الاخت الي توفيت نتيجة علاج خاطىء او قصة الاب الي فقد البصر باحدى عينيه اثناء اجراء عملية له الى اخره من تلك القصص التي تدمي القلب و تحزن النفس، بل اكاد اجزم ان جميع من عاش في فلسطين يعرف اشخاصا عانوا من هذه الاخطاء الطبية التي تستمر بالحدوث يوما بعد يوم دون حسيب ولا رقيب، اصبح الذهاب الى المشفى مثل زيارة المقبرة بالنسبة لي، حتى ابر المخدر اصبحت تشكل لي الهواجس، فما زالت قصة وفاة فتيات في مقتبل العمر بعد الولادة نتيجة ابر مخدر فاسدة تقص مضجعي، أسائل نفسي عندما اسمع هذه القصص، ما لو كانت والدتي هي من توفي نتيجة هذا الخطأ؟ ماذا لو كانت زوجتي المستقبلية التي سوف احبها و سوف تضع لي ابنا او بنتا صغيرة هي من توفيت على سرير المشفى نتيجة هذا الخطأ؟ ماذا لو كنت انا و خرجت مشلولا او فاقدا للذاكرة؟

و يبقى السؤال الذي يطرح نفسه عالقا في الاذهان، اين هو القانون؟؟ اين هو القانون مما يحدث من اهمال و اخطاء فادحة تودي بارواح اشخاص منهم ما زال في مقتبل العمر، فالقانون وجد لانصاف هكذا حالات، القانون وجد لاحقاق الحق و محاسبة الخاطىء بما يستحق، او هكذا ما ظننته، فمن خلال سؤالي عن وجهة النظر القانونية حول هذه القضايا، اتضح لي انها قضايا خاسرة لاهمية وجود شهود من الاطباء المشاركين في تشخيص الحالة مما يمكن للمحكمة من تحديد المسوؤلية الواقعة على كل طبيب من المشاركين في تشخيص الحالة و الحكم عليه حسب ذلك ولكن الاطباء و للاسف الشديد يقومون بحماية بعضهم بعضاً او يقومون بتشتيت العدالة عن طريق ادخال عدد كبير من الاطباء و الممرضين في القضية مما يؤدي الى ضايع دم الضحية بين القبائل و خروج الجميع سالمين دون ادانة أحد.

ان المسؤولية الاساسية في موضوع الاخطاء الطبية في فلسطين تقع بالدرجة الاولى على وزارة الصحة الفلسطينية و ذلك لاسباب متعددة اهمها غياب التحقيقات الجدية في اسباب الاخطاء الطبية و عدم اتخاذ اجراءات صارمة بحق من قاموا بهذه الاخطاء سواء أكانوا اطباء او مستشفيات، كما أن ضعف التدريب في المستشفيات و قلة رواتب الاطباء خصوصا للاطباء المبتدئين تلعب دورا في ضعف تكوين و خبرة الطبيب المبتدىء و لا تنمي عنده روح المبادرة و الاجتهاد و الانتماء لعمله، و انما تنمي له عدم الاكتراث و الالتفات للعمل الخاص الذي يدر عليه المال الوفير فيجعله يهمل مهنته الاساسية كطبيب في احدى المستشفيات و ذلك ينعكس سلبا على المرضى الذين يقوم بعلاجهم في المشفى.

كما ان الاطباء يقع عليهم جزء كبير من المسؤولية لانه يفترض فيهم وجود الضمير الحي الذي يحفزهم على عمل الخير و محاولة انقاذ حياة البشر حيث أنهم اكثر من يعرف قيمة حياة الانسان التي لا تقدر بثمن، مقدرين لهم تعبهم و اجتهادهم و علاجهم و انقاذهم لارواح الكثير من الناس، لكننا نرجو منهم تحكيم الضمير و وضع مخافة رب العباد نصب اعينهم و عدم السكوت عن اخطاء زملائهم حتى لو كان ذلك على حساب العلاقات الشخصية لانه يجب بذل كل ما يمكن تقديمه في سبيل تفادي هذه الاخطاء.

و اتمنى على وزارة الصحة و نقابة الاطباء التصرف المهني بما يتناسب مع امال شعبنا في اقامة الدولة الفلسطينية الحديثة القائمة على العلم و ليس المصالح و الفئوية خصوصا فيما يتعلق بالاجراءات المتخذة بحق الاطباء الذين قصروا و اخطأوا اثناء قيامهم بواجبهم الذي هو رسالتهم في هذه الحياة.

ان الهدف الاسمى الذي اتمناه لمستقبل مهنة الطب في فلسطين ليس مجرد انزال العقاب بمن اخطأ و تعويض المتضررين، و انما محاولة الحد من هذه الظاهرة التي اصبحت اخبارها شبه دارجة في حياتنا اليومية، اسألوا من فقد عزيزاً....هل يعيد الذهب ما كان قبل حصول الضرر؟يقول الشاعر المصري الراحل أمل دنقل في قصيدته الشهيرة " لا تصالح" :
                                                                                                                                                                                                                                           
                                                لا تصالحْ!
                                                        ..ولو منحوك الذهب
                                                               أترى حين أفقأ عينيك
                                                                      ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
                                                   هل ترى..؟
                                                                 هي أشياء لا تشترى..:
 

Tuesday, July 26, 2011

My Way





اليوم حبيت اني اسمعكم اغنية من اروع الاغاني الي سمعتها بحياتي


اسم الاغنية هو My Way و بالعربية"طريقــــتي" (بالانجليزي المعنى اوضح صح ههههه)


هاي الاغنية هي اشهر اغنية غناها اسطورة الغناء العالمية فرانك سيناترا و غناها الكثير و الكثير من المغنيين حول العالم ممن تعددت جنسياتهم و لغاتهم "اكثر من 40 مغني حول العالم...اكتب My way على اليوتيوب و راح تصدق حكيي" لانه بالفعل معانيها عميقة و هي اغنية لكل شخص منا..........لانه كل واحد منا عاش حياتو على طريقتو.......مرات هاي الطريقة كانت تصيب و مرات كانت تخيب لكن هذه الطريقة الخاصة هي الي خلت حياة كل انسان قصة فريدة بافراحها و اتراحها........بنجاحاتها و مآسيها.


و الشي الغريب عن هاي الاغنية انو كاتب كلماتها هي عربي.............نعم لبناني عربي لكنه هاجر مع عائلته من صغره و اسمو "بول انكا---Paul Anka" و اصبح من اشهر مغنيين كندا و امريكا و لكنه كتب هاي الاغنية ليغنيها سيناترا و من ثم قام هو بغناءها و انا حابب اسمعكم الاغنية بصوت بول انكا


كلمات الاغنية "ترجمتي و ان شاء الله تكون صحيحة و معبرة"





My Way


And now, the end is near;
و الان....و قد اقتربت النهاية
And so I face the final curtain.
و سأواجه الستار الاخير
My friend, Ill say it clear,
اصدقائي................سأقولها واضحة
Ill state my case, of which Im certain.
ساعرض ما انا متأكد منه من قضيتي

Ive lived a life thats full.
انا عشت حياة حافلة
Ive traveled each and evry highway;
و جربت كل الطريق و الاتجاهات
And more, much more than this,
و ما هو اكثر من ذلك
I did it my way.
أني اجتزتها بطريقتي

Regrets, Ive had a few;
اشياء اتندم عليها..............لدي القليل
But then again, too few to mention.
و لكن مجددا..........اقل من ان تذكر
I did what I had to do
انا فعلت ما وجب علي فعله
And saw it through without exemption.
فعلت ما ارتأيته بلا اي ضمانة

I planned each charted course;
لقد خططت لكل مسار في حياتي
Each careful step along the byway,
لكل خطوة حريصة بين تفرعات الحياة الكثيرة
But more, much more than this,
و ما هو اكثر من ذلك
I did it my way.
اني فعلت هذا بطريقتي

  

Yes, there were times, Im sure you knew
نعم........كانت هناك اوقات .............انا متاكد انك تعلمها
When I bite off more than I could chew.
عندما كنت اتحمل مسؤوليات لا قدرة لي على تحملها
But through it all, when there was doubt,
و لكن على مر الايام..................عندما يشكك في قدراتي
I ate it up and spit it out.
كنت اقوم بواجباتي على اتم وجه
I faced it all and I stood tall;
انا واجهت كل الصعاب و وقفت امامها صامدا
And did it my way.
و تخطيتها ب طريقتي

Ive loved, Ive laughed and cried.
لقد احببت.........لقد ضحكت و بكيت
Ive had my fill; my share of losing.
لدي في جعبتي.............حصتي من الخسارة
And now, as tears subside,
و لكن الان...............مع انهمار دموعي
I find it all so amusing.
اجد كل ما مر رائعا

To think I did all that;
و ربما تفكر"أحقا فعلت كل هذا"
And may I say - not in a shy way,
و اسمح لي ان اجيب.................و لن اجيب بخجل
No, oh no not me,
لأ.........انا لم افعله فحـــــسب
I did it my way.
و انما فعلته بطريقتي

For what are we all, what have you got?
و اسمح لي ان أسأل...............ما الذي كسبته طوال حياتك؟
If not yourself, then you have naught.
اذا لم تكسب نفسك.........فانت لم تكسب شيئا
To say the things he truly feels;
فقط قل الكلمات التي تنبع من قلبك
And not the words of someone who kneels.
ولا تقل كلمات من يركع او يتذلل لاحد
The record shows I took the blows –
الايام اثبتت اني واجهت النوائب
And did it my way!
و اجتزتها على طريقتي


Sunday, July 24, 2011

رحمك الله يا فاطمة



سمعت قبل قليل خبرا هزني من الاعماق...........فتاة قتلت على يد اخيها بالخطأ برصاصة طائشة منه اثناء احتفاله بها......كانت الفتاة قد نجحت في امتحانات الثانوية العامة بمعدل 95.2 و اسمها فاطمة المصدر من قطاع غزة..........رحمك الله يا فاطمة..........والله انني لاجد هذا الخبر صادما و يثير في نفسي الحزن و يدفعني الى البكاء..........ما اصعب الموت في يوم الحصاد...........ما اصعب الموت في يوم الفرحة..........ما اصعب الموت حين يأتي فجأة.........و ما اسخف الحياة حين تنتهي دون عودة........حين تنتهي مثل هذه النهاية في مثل هذا اليوم.........

هل كانت فاطمة تعرف ان اجتهادها هو قاتلها..........و ان الفرحة هي السم الزعاف........هل كانت تعرف ان الحزن في هذا اليوم كانت خيرا لها.........و ان الرسوب هو افضل لها.........لو كانت فاطمة حية و قرأت هذا الكلام لما اقتنعت به..........لاصرت على تجرع السم و النجاح و الاجتهاد لتموت مرة اخرى مقتولة برصاص اخيها.............

فلنعتبر من هذه القصة و لنكف عن استخدام السلاح في حياتنا اليومية.......قد تكون رصاصة تساوي 30 شيكا هي سبب نهاية حياة لا تقدر بثمن..........هل هذا هو ما نريد لاحبائنا؟؟؟؟

كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)

Friday, July 22, 2011

رئيسة جمهورية ألبي!!!!!



في الحقيقة انا لا استمع للاغاني العربية الجديدة و افضل الاغاني القديمة العربية الى جانب حبي للاغاني الانجليزية الهادئة و الموسيقى، لكنني بحكم معيشتي في مجتمعي معرض لسماع اغنية عربية جديدة هنا او هناك، في سيارة الاجرة او اثناء العمل من قبل احد الزملاء مثلا او حتى في البيت، ولا بأس في ذلك، فالناس اذواق و يجب ان نكون واعيين لهذا و نحترم اذواق الاخرين و اظن اننا جميعا متفقون على هذه النقطة.

لكن هناك اغنية تسبب لي نوعا من انواع المغص الذي ينتاب الشخص عن تعرضه لشي مقرف للغاية، هذه الاغنية هي اغنية لمطرب لبناني (سأكتب عن رأيي في لبنان في تدوينة اخرى لكني ببساطة اكره هذا البلد) اسمه محمد اسكندر و اظن ان ابنه قد قام بتأليف هذه الاغنية (و نعم التربية و الاخلاق والله....هذا الشبل من ذاك الاسد عنجد) و الاغنية تتكلم عن رجل غني له اراض و زراعة و ناس كثر يعملون لديه، و لديه ابنة تخرجت و تريد ان تعمل لكنه يرفض ذلك مما يؤدي الى "زعل" ابنته ربنا يخليها، فيغني لها هاي الاغنية التي يبرر فيها اسباب رفضة لفكرة عمله ابنته بشهادتها و مما ورد في الاغنية "نحنا ما عنا بنات بتشتغل بشهادتها....عنا البنت بتدلل و كل شي بجي لخدمتها" الى اخره من كلمات هذه "الاغنية" كما انه يراضيها بسيارة مارسيدس اخر موديل "مش غلط".

انا في هذه التدوينة لا اسعى الا فتح موضوع عمل المرأة لانه موضوع شائك و فيه الكثير من المتناقضات و بصراحة لا اريد ان اغوص في حقل الالغام هذا "سأحتفظ بارائي لنفسي" و لكني اريد ان اخبركم عن ثلاثة مواقف تعرضت فيها لهذه الاغنية في حياتي.

موقف رقم 1:

و انا في اواخر ايامي في الجامعة، كنت ذاهبا من الحرم القديم الى الحرم الجديد مستخدما الباص، و كما تعلمون فعندما اتكلم عن باص ينقل بين حرمين لجامعة فأني اجزم ان جميع ركاب و راكبات الباص "حوالي 55 راكبا" تقريبا هم طلاب جامعيون و طالبات جامعيات، المهم انني و اثناء جلوسي في الباص، كان السائق يشغل الراديو و فجأة سمعنا عبر الاثير السيد اسكندر يشجينا بهذه الاغنية، و الواضح ان السائق كانت تروق له الاغنية خصوصا احتواؤها على بعض من "الزمر" مما حدا به ان يرفع صوت الراديو، و هنا اريد ان اسأل، ما رأيك يا اخي لو كانت اختك في هذا الباص او زوجتك؟؟ ما رأيكي انتي يا اختي اذا كنتي من ركاب هذا الباص؟؟ هذه الاغنية ضد تعليم البنت و تحوي الكثير و الكثير من التعبيرات الرخيصة و المصيبة ان السائق يرفع صوت الاغنية في باص اكثر من نصفه هم فتيات جامعيات في مقابل العمر، كعادتي عندما ارى "العوج" تصيبني اعراض متلازمة "رفض العوج" التي تحاول ارغامي على محاولة تصحيح العوج و لكني اثرت السكوت لانني لا اريد اثارة المشاكل خصوصا مع قرب المسافة الى الحرم الجديد.

موقف رقم 2:

في شهر مايو الماضي اقام مجلس الطلبة حفلات التخريج للطلاب و في هذه السنة كان ابن خالتي في فصله الاخير و قد دعاني لحضور الحفلة و فعلا انهيت دوامي في ذلك اليوم و ذهبت للجامعة لحضور الحفلة.
ابن خالتي يدرس التحاليل الطبية في كلية العلوم و بالمناسبة كلية العلوم في جامعة النجاح تغلب فيها الاناث على الذكور بشكل كبير للغاية، حتى انني لما وصلت للحفلة وجدت الشباب اقلية في وسط حضور كبير من الخريجات "و اريد ان انتهز هذه الفرصة لابارك لهم جميعا"، المهم انني حضرت متاخرا لالتزامي بالدوام و ذلك جعلني امسي كل الحفلة واقفا على قدمي و قريبا من منصة الحفل ليمتد امامي منظر الخريجات و الخريجين و اهاليهم، كان منظرا يثير في النفس الفرحة و ذكرني بحفلة تخرجي و الفرحة التي تغمر الشخص عند افتراب موعد تخرجه.
المهم ان المغني "لن اذكر اسمه فنحن هنا لانشهر و انما نبدي ملاحظات" بدأ يغني و كما عودتنا مدرسة الغناء الفلسطينية فان الوصلة الغنائية تحوي اكثر من اغنية يتم الانتقال من واحدة الى اخرى بسرعة شديدة و دون توقف، و في خضم الرقص و الطبل و الزمر انتقل المغني من اغنيته الى اغنية رئيسة جمهورية قلبي بسرعة شديدة ليهيج الجمهور و يعلو التصفيق وسط ذهولي مما ارى، ارى اغلب الخريجات منهن من يصفق و منهن من يلوح بايديه اعجابا بالاغنية و هناك قلة ممن كان يغني و يرقص رقصا خفيفا في مكانه، اما الجمهور فالشباب استثيرت فيهم الحمية فضربوا الارض بقوة بكعوبهم اثناء رقصهم للدبكةو الاهالي من اهالي الخريجين و الخريجات ارتفع تصفيقهم و زغاريدهم ابتهاجا بهذه الاغنية.

هذا الموقف يوضح مظهرا اساسيا من مظاهر تناقض المجتمع، فاغلب الفتيات في هذه الايام مع اعطائهن حقوقهن كاملة فيما يتعلق بفرص التعليم و العمل بالذات و اغلب الشباب اصبح يتفهم هذه الحقوق و اصبحت ظاهرة تعليم الفتاة في فلسطين ظاهرة نفخر بها خصوصا مع تساوي اعداد المتعلمات مع المتعلمين و طرق الاناث لجميع مجالات التعليم اسوة بالرجل، و بدلا من اغنية جيدة لا تخدش الحياء و تفرح قلوب الجميع من اهل و خريجين يقوم المغني بغناء اغنية رئيسة جمهورية ألبي التي تدعو بشكل صريح الى عدم تعليم البنت و تقييد حريتها في تحقيق ذاتها و المصيبة ان الجميع يرقص فرحا و طربا لهذه الاغنية في ظل وجود اساتذة و اداريين من الجامعة.
السؤال الذي يطرح نفسه: لو تكلمت مع احدى هؤلاء الخريجات عن موضوع عمل الفتاة و انني ارفضه بحجة انو البنت بتدلل و كل شي بجي لخدمتها ماذا سيكون رد الفتاة؟؟ اترك الجواب لكم.


موقف رقم 3:

البارحة قامت الشركة التي اعمل بها بتنظيم حفل بهيج رائع لجميع الموظفين و الموظفات و الزوجات و الازواج بمناسبة اقتراب رمضان و تحقيق الشركة لنتائج ممتازة  و الشهادة لله انها كانت حفلة موفقة و رائعة و ادعو الله ان تستمر هذه الشركة في النجاح و الازدهار دائما.

المهم انه حضر مغني ليحيي الحفلة و هو مغني مشهور في فلسطين "ظهر في برنامج سوبر ستار كما اعتقد" و مرة اخرى طبق تعاليم مدرسة الغناء الفلسطينية بالانتقال من اغنية الى اخرى بشكل سريع و دون توقف.
و كالعادة انتقل المغني بسرعة الى اغنية جمهورية قلبي، هذه الاغنية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم لدي خصوصا عندما ارى ردة فعل الجمهور من ذكور و اناث على الاغنية، المشكلة ان الشركة التي اعمل بها "مثلها مثل كل الشركات الكبيرة في فلسطين و العالم" تحوي على نسبة عالية من الموظفات "نصف موظفين الشركة في حالتنا من الاناث" و مع كل الايحاءات الرخيصة التي تثيرها الاغنية فان الاغلبية كانت مسرورة للغاية من اداء المغني لهذه الاغنية.
ماذا يعني محمد اسكندر عندما يقول : ( بكرا المدير بيعشق و بيتحرك احساسه و طبيعي اني انزل و هد الشركة على راسو). ايضا اترك الجواب لكم

الا ترون ان استخدام هذه الاغنية التي تمنع بكل الاشكال مشاركة المرأة في العمل في وسط حفلة لموظفين و موظفات بحضور ازواجهن هو تصرف يحدش الحياء و يثير السخرية....ساترك الجواب لكم ايضا.



اثارت هذه الاغنية الكثير من الجدل في بلد يعرف بتحرره مثل لبنان حيث ان النساء نزلن في الشوارع في مظاهرات ضد هذه الاغنية، قد تختلف الاراء حول موضوع عمل المراة التي يتجه شيئا فشيئا ليصبح ضروريا بالنسبة للعائلة في ظل صعوبة الحياة و ارتفاع تكاليف المعيشة و لكننا في الوقت نفسه يجب الا نثير هذا الموضوع الشائك بمثل هذا الاسلوب الفج و الرخيص و الاهم انه يجب ان نبدي امتعاضا على الاقل عندما نسمع هذه الاغنية في مناسبات كنجاح بناتنا في الثانوية او الجامعة.




Thursday, July 21, 2011

غدا يوم اخر....حول ندوة ستالمان

في الحقيقة انا منبهر بردود الافعال الي وردت على مقالتي والتي تثبت بالدليل القاطع صدق الشهادة التي ادليت بها بخصوص ما حدث في ندوة ريتشارد ستالمان في جامعة النجاح،و لكنني استغرب من موقف البعض في انني اتهجم على الجامعة او المجتمع الحر فيها و هذا غير صحيح، انا عشت خمس سنين في كنف هذه الجامعة و كنت مساعدا للبحث و التدريس فيها لمدة فصل دراسي و هذا شرف اعتز به ما حييت، و لكني اريد لجامعتي ان تكون الاولى في كل شي، اريد لها العزة و الكرامة و لا اريد لها ان تقع في هفوات...اريد لاسمها ان يذكره العالم و صدقوني لم اكن لاكتب ما كتبت لولا غيرتي على جامعتي التي اعتز بها و ادافع عنها و اريد ان استمر بذلك ما حييت.

اما المجتمع فانا اشكر جهودهم و لكني وضعت بعض الملاحظات التي يمكن ان تكون مفيدة في المستقبل، انا فخور بوجود مجتمع حر في جامعتي و لكني للاسف و لانني حاليا اعمل خارج الجامعة لا استطيع ان اتواصل معهم بشكل مباشر و لكني اعد ان احاول الاتصال بهم و التنسيق معهم دائما.

و اريد ان اقول........غدا يوم اخر.........و غدا نصحح منهجيتنا و نحاول ان نتفادى ان نكرر ما حصل في هذه الندوة.....هذه هي طبيعة الحياة

اشكركم جميعا على سعة صدوركم و دمتم بخير

ع.د

Wednesday, July 20, 2011

ريتشارد ستالمان و مشروع غنو......البدايات



كما طلب مني صديقي هاني في تعليقه فانني في هذه المدونة سأضع مقدمة بسيطة عن ريتشارد ستالمان و البرمجيات الحرة.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية..برزت للولايات المتحدة الامريكية امكانية بناء الكمبيوتر "الحاسب الالي" و الاستفادة من قدراته في المجالات العلمية و العسكرية خاصة ان امريكا كانت على شفا دخول الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، و و بدأت محاولات تطوير الكمبيوتر، و الى جانب تطوير العتاد "Hardware" برزت اهمية تطوير البرامج "Software" و كان البرنامج الاساسي لتطوير الكمبيوتر هو نظام التشغيل "Operating System" و لكن ما اهمية نظام التشغيل؟؟

نظام التشغيل هو تلك الطبقة من البرامج التي تفصل بين "Hardware" و "Software" بمعنى ان نظام التشغيل هي مجموعة من البرامج التي تعمل عمل القنطرة بين البرامج التي نستخدمها في حياتنا اليومية و عتاد الحاسوب، و لنا ان نتخيلها ك مترجم يحول اوامرك اثناء تشغيل برنامج تشغيل الموسيقى الى صيغة يفهمها العتاد حتى يقوم بتشغيل الاغنية التي أردت ان تسمعها، كما انه يحوي مجموعة من البرامج الاساسية المهمة لتوفير بيئة اساسية لعمليات البرمجة و تنصيب البرامج و قابلة للتطوير.

و بالتالي كما يعرف الجميع، بدون نظام تشغيل لا نستطيع استخدام الجهاز ابدا لانه سيفقد الحلقة الاساسية في ربط بياناتك و برامجك بعتاد الحاسب.

بدأت مرحلة تطوير نظام تشغيل يمكن الاعتماد عليه من قبل علماء من عدة مؤسسات امريكية شهيرة هي معهد ماساتشوسس للتقنية MIT و شركة الاتصالات الامريكية AT&T و شركة جنرال الكتريك General Electric و ذلك في نهاية الستينات، و شهد المشروع اخفافات و نجاحات حتى قام "كين تومسون" و هو احد مهندسي مختبرات بيل الامريكية الشهيرة "Bell Laboratories"  بتطوير نظام تشغيل بمساعدة "دينيس ريتشي"، و"دوجلاس مكيلروي" يعرف باسم يونكس "Unix"، ذلك النظام الذي كان سبب ثورة في عالم الحاسب ادت الى تطور صناعة الحاسوب حتى وصلت ما وصلت اليه في ايامنا هذه.

كانت شيفرة "code" النظام متاحة للجميع مما ادى الى قيام شركات امريكية بتطوير نسخها الخاصة من يونكس دون الحصول على اذن مما حذا بمختبرات بيل و شركة AT&T التي ساهمت في تطور المشروع بجعله مغلق المصدر"اي لا يمكن الاطلاع على كود المصدر و بالتالي لام يمكن معرفة كيفية عمل النظام و كيفية برمجته" و من هذه النقطة بالذات.......تلتقي حبال القصة مع ريتشارد ستالمان.

ولد ريتشارد ستالمان في نيويورك عام 1953 و كانت تجربته الاولى مع الحاسب الالي في المرحلة الثانوية و استمرت مع دخوله لجامعة هارفارد و تخرجه منها بتفوق في علم الفيزياءو لكنه مع ذلك اصبع ناشطا في مجال البرمجة و جزءا اصيلا من مجتمع الهاكرز"Hackers"، هذه الكلمة التي كانت في تلك الفترة تعني عباقرة برمجيات الحاسوب و التي تم استخدامها بشكل خاطىء من قبل الاعلام للدلالة على مخترقي الحاسوب فقط.

التحق ستالمان بمعهد ماساتشوسس للتقنية"MIT" و الذي يعتبر افضل جامعة تدرس هندسة الكهرباء و الاتصالات و الحاسوب في العالم، لكنه التحق فيها لاكمال دراساته في الفيزياء و مع مرور الوقت وجد نفسه منشدا لعالم البرمجة مما ادى في نهاية المطاف الى ترك دراسته للفيزياء و التحاقه بمختبر الذكاء الصناعي في MIT.

في نهاية السبعينات بدأت ما تعرف بقضية البرمجيات مغلقة المصدر تتصدر اخبار عالم البرمجة، فقد تحول الحاسوب من جهاز يستخدم للاغراض العلمية و جهاز غير موثوق و كبير الحجم الى اخره من عيوب الحواسيب القديمة الى جهاز يمكن تسويقه تجاريا و الاستفادة منه خصوصا مع تطور الجهاز و صغر حجمه و توضح معالم استخدامه و وجود نظام تشغيل مستقر مثل نظام يونكس.

ادت البرمجيات المغلقة المصدر الى اضمحلال ثقافة الهاكرز الجيدين و لكن ستالمان لم يكن ليسلم بسهولة، حيث ان الموضوع بالنسبة اليه كان مسألة مبدأ و حرية، كان يرى ان عدم تمكين المبرمجين من رؤية اكواد البرامج هو جريمة ضد الانسانية،و هنا لا بد ان اوضح، ستالمان لم يدعو الى توزيع البرامج بالمجان و لكنه يدعو الى عدم تحديد حرية من يشتري البرنامج بعدم تمكينه من قراءة الكود او فهمه و الاستفادة منه و هنا جوهر فكرة البرمجيات الحرة، انك عندما تشتري برنامجا معينا فهو يصبح ملكا لك و بالتالي يجب ان تكون لك الحرية الكاملة في الاستفادة منه و تعديله اذا لزم الامر.

رأى ستالمان ببساطة انه لا يمكنه ان يعكس ما حدث من قبل هذه الشركات و لكنه بالمقابل يمكن ان يرد الضربة بانشاء نظام تشغيل حر يمكن المهندسين من الاستفادة و التعديل فيه و المساهمة و بالتالي عدم خضوعهم لقيود الشركات الكبرى و هذا ما كان.

رأى ستالمان انه لابد ان يبني نظامه بما يتلاءم مع نظام يونكس و ذلك لعدة اسباب اولها ان ينوكس نظام ممتاز و مستقر و منتشر و بالتالي سيكون هناك الكثير من المهندسين حول العالم ممكن يمكنهم المساعدة في بناء النظام و الكثير من المسخدمين الذين لن يحتاجوا الى اي معلومات جديدة لتشغيل النظام بما انهم يعرفون كيفية التعامل مع يونكس.

اراد ستالمان ان يسمي نظامه باسم مميز و فيه نوع من الفكاهة فاختار اسمو "غنو" او "جنو"" GNU" و التي هي اختصار للكلمات التالية "GNU NOT UNIX" "غنو ليس يونكس"  و الغنو كلمة لها معنى فهي تعني حيوان النو  "النًو (باللاتينية:Connochaetes) أو ما يعرف أبضاً بالتيتل الأفريقي جنس من فصيلة البقريات. حيوان مميز الشكل، حيث يجمع بين رأس وقرني الثور، ووجه البقرة، وذيل وشعر الحصان، كما يصدر صوت يشبه صوت ضفدع ضخم."




اعلن عن مشروع غنو في عام 1984 تاركا عمله في مختبر الذكاء الصناعي في MIT، و نتيجة لمبادرته التي انضم اليها الاف المهندسين و المبرمجين من انحاء العالم و خلال بضع سنوات كان نظام غنو جاهزا بشكل شبه كامل للعمل و لكن تنقصه قطعة اساسية و هي النواة "The Kernel".

نواة نظام التشغيل هي الجزء الاساسي المسؤول عن عملية ربط العتاد مع برامج و تطبقات الحاسوب، النواة هي المترجم الاساسي لاوامرك حتى تفهمها اجزاء الحاسوب و تنفذها و ساعود الى النواة في تدوينة اخرى.

في عام 1990كان مشروع جنو يحتاج النواة و تم وضع الخطة لكتابتها وكانت المشكلة ان مشروع غنو اراد تطوير نواة مهندسي جامعة بيركلي في كاليفورنيا المعروفة باسم "BSD" و لكنهم لم يوافقوا على ذلك لانها نظام غنو حر المصدر مما ادى بالمشروع الى استخدام تصميم اخر ادى الى تطور بطيء للغاية لنواة "هيرد" (سألت ستالمان في الندوة على النواة هيرد و يبدو ان مشروع تطويرها قد توقف) .

في تلك الايام كان هناك طالب فنلندي عمره 21 سنة فقط يبرمج نواة على سبيل الهواية، كان اسمه لينوس تورفالدس و كان يريد ان يقضي بعض الوقت في تعلم مهارة جديدة و في نفس الوقت لم يكن راضيا عن اداء نظام التغشيل "Minix" الذي يوجد على جهازه ( نظام التشغيل مينيكس هو نظام طوره البروفسور الامريكي اندرو تاتينباوم لطلابه نتيجة لعدم قدرة الجامعات على استخدام يونكس في تعليم كيفية عمل انظمة التشغيل بعدما اصبح مغلق المصدر)، سمى لينوس بمشروع ب "لينوكس" و وضعه على الانترنت رغبة منه في اعطاء الفرصة لمبرمين اخرين في ابداء ارائهم في عمله و خلال فترة وجيزة كانت النواة جاهزة للاستعمال و متوافقة مع نظام تشغيل جنو ليتم دمجهما في نظام واحد يعرف باسم "جنو لينوكس" و اغلب الناس تعرفه باسم "لينوكس".

يستمر ستالمان في مشاريعه لحث المجتمعات على تبني افكار البرمجيات الحرة و محاربة شركات الاحتكار عن طريق تنقله عبر العالم داعيا الى هذه الافكار، و حاليا يوجد الملايين من المهندسين و المبرمجين و المطورين على مستوى العالم فهذا المشروع وصل الى مرحلة لا يمكن فيها لاحد ان يدعي انه وحده له الفضل في اقامته و لكن مع ذلك تبقى صورة ريتشارد ستالمان راسخة في حياة جميع من شاركوا بصورة او باخرى في هذه المسيرة العظيمة.