Friday, July 22, 2011

رئيسة جمهورية ألبي!!!!!



في الحقيقة انا لا استمع للاغاني العربية الجديدة و افضل الاغاني القديمة العربية الى جانب حبي للاغاني الانجليزية الهادئة و الموسيقى، لكنني بحكم معيشتي في مجتمعي معرض لسماع اغنية عربية جديدة هنا او هناك، في سيارة الاجرة او اثناء العمل من قبل احد الزملاء مثلا او حتى في البيت، ولا بأس في ذلك، فالناس اذواق و يجب ان نكون واعيين لهذا و نحترم اذواق الاخرين و اظن اننا جميعا متفقون على هذه النقطة.

لكن هناك اغنية تسبب لي نوعا من انواع المغص الذي ينتاب الشخص عن تعرضه لشي مقرف للغاية، هذه الاغنية هي اغنية لمطرب لبناني (سأكتب عن رأيي في لبنان في تدوينة اخرى لكني ببساطة اكره هذا البلد) اسمه محمد اسكندر و اظن ان ابنه قد قام بتأليف هذه الاغنية (و نعم التربية و الاخلاق والله....هذا الشبل من ذاك الاسد عنجد) و الاغنية تتكلم عن رجل غني له اراض و زراعة و ناس كثر يعملون لديه، و لديه ابنة تخرجت و تريد ان تعمل لكنه يرفض ذلك مما يؤدي الى "زعل" ابنته ربنا يخليها، فيغني لها هاي الاغنية التي يبرر فيها اسباب رفضة لفكرة عمله ابنته بشهادتها و مما ورد في الاغنية "نحنا ما عنا بنات بتشتغل بشهادتها....عنا البنت بتدلل و كل شي بجي لخدمتها" الى اخره من كلمات هذه "الاغنية" كما انه يراضيها بسيارة مارسيدس اخر موديل "مش غلط".

انا في هذه التدوينة لا اسعى الا فتح موضوع عمل المرأة لانه موضوع شائك و فيه الكثير من المتناقضات و بصراحة لا اريد ان اغوص في حقل الالغام هذا "سأحتفظ بارائي لنفسي" و لكني اريد ان اخبركم عن ثلاثة مواقف تعرضت فيها لهذه الاغنية في حياتي.

موقف رقم 1:

و انا في اواخر ايامي في الجامعة، كنت ذاهبا من الحرم القديم الى الحرم الجديد مستخدما الباص، و كما تعلمون فعندما اتكلم عن باص ينقل بين حرمين لجامعة فأني اجزم ان جميع ركاب و راكبات الباص "حوالي 55 راكبا" تقريبا هم طلاب جامعيون و طالبات جامعيات، المهم انني و اثناء جلوسي في الباص، كان السائق يشغل الراديو و فجأة سمعنا عبر الاثير السيد اسكندر يشجينا بهذه الاغنية، و الواضح ان السائق كانت تروق له الاغنية خصوصا احتواؤها على بعض من "الزمر" مما حدا به ان يرفع صوت الراديو، و هنا اريد ان اسأل، ما رأيك يا اخي لو كانت اختك في هذا الباص او زوجتك؟؟ ما رأيكي انتي يا اختي اذا كنتي من ركاب هذا الباص؟؟ هذه الاغنية ضد تعليم البنت و تحوي الكثير و الكثير من التعبيرات الرخيصة و المصيبة ان السائق يرفع صوت الاغنية في باص اكثر من نصفه هم فتيات جامعيات في مقابل العمر، كعادتي عندما ارى "العوج" تصيبني اعراض متلازمة "رفض العوج" التي تحاول ارغامي على محاولة تصحيح العوج و لكني اثرت السكوت لانني لا اريد اثارة المشاكل خصوصا مع قرب المسافة الى الحرم الجديد.

موقف رقم 2:

في شهر مايو الماضي اقام مجلس الطلبة حفلات التخريج للطلاب و في هذه السنة كان ابن خالتي في فصله الاخير و قد دعاني لحضور الحفلة و فعلا انهيت دوامي في ذلك اليوم و ذهبت للجامعة لحضور الحفلة.
ابن خالتي يدرس التحاليل الطبية في كلية العلوم و بالمناسبة كلية العلوم في جامعة النجاح تغلب فيها الاناث على الذكور بشكل كبير للغاية، حتى انني لما وصلت للحفلة وجدت الشباب اقلية في وسط حضور كبير من الخريجات "و اريد ان انتهز هذه الفرصة لابارك لهم جميعا"، المهم انني حضرت متاخرا لالتزامي بالدوام و ذلك جعلني امسي كل الحفلة واقفا على قدمي و قريبا من منصة الحفل ليمتد امامي منظر الخريجات و الخريجين و اهاليهم، كان منظرا يثير في النفس الفرحة و ذكرني بحفلة تخرجي و الفرحة التي تغمر الشخص عند افتراب موعد تخرجه.
المهم ان المغني "لن اذكر اسمه فنحن هنا لانشهر و انما نبدي ملاحظات" بدأ يغني و كما عودتنا مدرسة الغناء الفلسطينية فان الوصلة الغنائية تحوي اكثر من اغنية يتم الانتقال من واحدة الى اخرى بسرعة شديدة و دون توقف، و في خضم الرقص و الطبل و الزمر انتقل المغني من اغنيته الى اغنية رئيسة جمهورية قلبي بسرعة شديدة ليهيج الجمهور و يعلو التصفيق وسط ذهولي مما ارى، ارى اغلب الخريجات منهن من يصفق و منهن من يلوح بايديه اعجابا بالاغنية و هناك قلة ممن كان يغني و يرقص رقصا خفيفا في مكانه، اما الجمهور فالشباب استثيرت فيهم الحمية فضربوا الارض بقوة بكعوبهم اثناء رقصهم للدبكةو الاهالي من اهالي الخريجين و الخريجات ارتفع تصفيقهم و زغاريدهم ابتهاجا بهذه الاغنية.

هذا الموقف يوضح مظهرا اساسيا من مظاهر تناقض المجتمع، فاغلب الفتيات في هذه الايام مع اعطائهن حقوقهن كاملة فيما يتعلق بفرص التعليم و العمل بالذات و اغلب الشباب اصبح يتفهم هذه الحقوق و اصبحت ظاهرة تعليم الفتاة في فلسطين ظاهرة نفخر بها خصوصا مع تساوي اعداد المتعلمات مع المتعلمين و طرق الاناث لجميع مجالات التعليم اسوة بالرجل، و بدلا من اغنية جيدة لا تخدش الحياء و تفرح قلوب الجميع من اهل و خريجين يقوم المغني بغناء اغنية رئيسة جمهورية ألبي التي تدعو بشكل صريح الى عدم تعليم البنت و تقييد حريتها في تحقيق ذاتها و المصيبة ان الجميع يرقص فرحا و طربا لهذه الاغنية في ظل وجود اساتذة و اداريين من الجامعة.
السؤال الذي يطرح نفسه: لو تكلمت مع احدى هؤلاء الخريجات عن موضوع عمل الفتاة و انني ارفضه بحجة انو البنت بتدلل و كل شي بجي لخدمتها ماذا سيكون رد الفتاة؟؟ اترك الجواب لكم.


موقف رقم 3:

البارحة قامت الشركة التي اعمل بها بتنظيم حفل بهيج رائع لجميع الموظفين و الموظفات و الزوجات و الازواج بمناسبة اقتراب رمضان و تحقيق الشركة لنتائج ممتازة  و الشهادة لله انها كانت حفلة موفقة و رائعة و ادعو الله ان تستمر هذه الشركة في النجاح و الازدهار دائما.

المهم انه حضر مغني ليحيي الحفلة و هو مغني مشهور في فلسطين "ظهر في برنامج سوبر ستار كما اعتقد" و مرة اخرى طبق تعاليم مدرسة الغناء الفلسطينية بالانتقال من اغنية الى اخرى بشكل سريع و دون توقف.
و كالعادة انتقل المغني بسرعة الى اغنية جمهورية قلبي، هذه الاغنية التي تسبب ارتفاع ضغط الدم لدي خصوصا عندما ارى ردة فعل الجمهور من ذكور و اناث على الاغنية، المشكلة ان الشركة التي اعمل بها "مثلها مثل كل الشركات الكبيرة في فلسطين و العالم" تحوي على نسبة عالية من الموظفات "نصف موظفين الشركة في حالتنا من الاناث" و مع كل الايحاءات الرخيصة التي تثيرها الاغنية فان الاغلبية كانت مسرورة للغاية من اداء المغني لهذه الاغنية.
ماذا يعني محمد اسكندر عندما يقول : ( بكرا المدير بيعشق و بيتحرك احساسه و طبيعي اني انزل و هد الشركة على راسو). ايضا اترك الجواب لكم

الا ترون ان استخدام هذه الاغنية التي تمنع بكل الاشكال مشاركة المرأة في العمل في وسط حفلة لموظفين و موظفات بحضور ازواجهن هو تصرف يحدش الحياء و يثير السخرية....ساترك الجواب لكم ايضا.



اثارت هذه الاغنية الكثير من الجدل في بلد يعرف بتحرره مثل لبنان حيث ان النساء نزلن في الشوارع في مظاهرات ضد هذه الاغنية، قد تختلف الاراء حول موضوع عمل المراة التي يتجه شيئا فشيئا ليصبح ضروريا بالنسبة للعائلة في ظل صعوبة الحياة و ارتفاع تكاليف المعيشة و لكننا في الوقت نفسه يجب الا نثير هذا الموضوع الشائك بمثل هذا الاسلوب الفج و الرخيص و الاهم انه يجب ان نبدي امتعاضا على الاقل عندما نسمع هذه الاغنية في مناسبات كنجاح بناتنا في الثانوية او الجامعة.




8 comments:

  1. لا اقدر ان امنع نفسي من الضحك عند قراءة موضوع كهذا خصوصا انني اشاركك الرأي بخصوص هذه الاغنية التي تثير اشمئزازي عند سماعها.
    لكن المشكلة انني دخلت في نقاش يوم كنت احضر لحفلة تخرجي و اقترح احد منسقي الحفلة علي اختيار هذه الاغنية ,و كان جوابي صادما لمستقبله عندما اجبت و بحدة "مستحيل".
    و كان جوابه ان الاغنية يحبها الجميع و هي سر نجاح الحفلات التي تقام في اخر مدة....
    و كان هذا صحيحا كما ذكرت انها تبهج الجمهور و تجعلهم فرحين ...الا ان حقيقة الامر ان الناس تسمع الاغاني و تحفظ كلماتها عن ظهر قلب لكنها في الحقيقة لا تستمع او حتى تهتم لمعنى الكلمات و الدليل على ذلك ان اكثر الاغاني الرائجة في هذه الايام هي الاغاني ذات الموسيقى الصاخبة و اغلبها لو تفكرت في معانيها لوجدت انها مجرد كلمات مصفوفة لا معنى لها.
    المأساة انهم يستمتعون بكلمات تسيء لهم و تقلل من قدرهم ،المأساة انهم يقبلونها كانها امر عادي و ينظرون لها كمصدر للمتعة و الفرحة ...و للاسف انك ستواجه هجوما و تتفيها لما تقوله لانك تقطع عليهم متعتهم و تدعوهم للتفكير بدل الاستمتاع ..فهي مجرد اغنية !!

    ReplyDelete
  2. بالضبط يا ليلى فالجميع لا يفكر و انما يستمع و يستمع فقط و لذلك نحن في انطاط مستمر.......لسنا ضد الموسيقى و انو الواحد ينبسط في برضو لكل مقام مقال ولو اني مش شايف لهاي الاغنية اي مقام مناسب يصح فيه تشفيل هذه الاغنية

    شكرا على رفضك لهاي الاغنية في حفلة تخرجك و شكرا على مرورك الرائع دائما
    :)

    ReplyDelete
  3. يسلم تمك يا عبد الرحمن وأحد أساتذة الموسيقي قال جملة لخصت حال مايقال عنه الفن هذه الأيام
    قال(انظر لأي مطرب أو لأي أغنية عمرها لايتجاوز الأسبوع أو الشهر لكن لو نظرنا إلى ما أبدع عبدالحليم وأم كلثوم وغيرهم فإن أعمالهم مازالت حتى يومنا هذا وسوف تبقى)ـ
    ولو وقفت على هاي الأغنية قول منيح لأنو في غيرها كتير بتمغص وبتلاقيها في مناسبات نهائيا مابتنسجم معها

    ReplyDelete
  4. اهلا عزيزي سعيد..........تسلم يا رب على مرورك الحلو........و الي زي هالمغنيين هم مثل الفقاعة و شوي وقت بتلاشو

    ReplyDelete
  5. صديقي يسلمو على الموضوع ..وانا كمان متلك ما بسمع الجيل الجديد لانه لايوجد فيه شيئا من الموسيقا او الشعر ...لكن بالعودة الى الموضوع فاني اظن ان غياب الوعي لدى مثير من شبابنا وبناتنا هو سبب الضياع الذي نبحر به ....هذة الاغنية تحمل كثير من الهمجية والتخلف والعنصرية ..نصف الباص فتيات ولم يعلو صوت طالبة واحدة ترفض ما يردده هذا المتخلف ...كان بامكان اي فتاة ان تقول لو سمحت اوقف هذا الهمجي ...ولكن كونها فتاة عربية فلاتستطع!!!!

    ReplyDelete
  6. بالضبط يا جارح غياب الوعي و بالاحرى غياب العقول و التركيز على الموسيقى و الطبل و الزمر دون التفكر في معاني الكلمات

    اما بالنسبة لقصة الباص فالمشكلة هنا اكبر من موضوع الاغنية........نحن في فلسطين يوجد عندنا مشكلة رهيبة في الخدمات لان اغلب اصحاب مشاريع الخدمات هم افراد و شركات صغيرة لا تراعي احترام رغبات الجمهور و مراعاة عدم مضايقته

    شوف سواقين التاكسي عنا بفلسطين كيف بكونو راكبين بسياراتهم و بتقهم شو قصدي يا جارح

    ReplyDelete
  7. أول شي بحب أقول إنك ضحكتني كتير على مقالتك
    وتاني شي أنا معك 100% بإنها فعلا أغنية بتجيب المغص
    وتالت شي بأكد على كلام شخص عزيز علي بقول على الأغنية إنها تصلح للبارات بل إنها تأخذك لذاك الجو المليء بالخمرجية

    وأنا مع الأخت ليلى إنه الناس بتطبل وبتزمر على أغنية المهم تكون موضتها جديدة، ونازلة ع الساحة، ودارجة .... إلخ

    بعيد وبأكد :::: الأغنية مقرفة,, مقرفة,, مقرفة,, وبقرف كمان من الإذاعات اللي ببثوها
    ومافي ببالي كلمة تانية غير مقرفة توصف شعوري تجاهها، وعذرا على تعابيري إن كانت تسبب الإشمئزاز للبعض


    وعلى فكرة : من جديد بس عرفت اسم الأغنية وهو اللي خلاني أدخل أقرأ المقال

    ReplyDelete
  8. شكرا على مرورك الحلو يا بشار.........بس عجبني كلام الشخص العزيز عليك ههههههههههههههههههههه

    ReplyDelete