Wednesday, December 3, 2014

أسطر قليلة حول :وفاة رضوى عاشور




أحزنني خبر وفاة الكاتبة الكبيرة ‫‏رضوى عاشور‬، ليس ذلك الحزن الذي ينتابني كلما سمعت أن أحدهم قد تُوفي، فكما تعرفون...للموت رهبته و غموضه...تلك المحطة التي نتجه إليها جميعا مهما طال الزمن...و التي نخافها ليس فقط لخوفنا على حياتنا و إنما أيضا لخوفنا على حياة من نحب. كان حزني أعمق و ليس السبب في ذلك ما تركته الفقيدة من تراث أدبي-على أهميته- و إنما كان حزني عليها كإنسانة...كزوجة مريد البرغوثي‬ و أم ‫‏تميم البرغوثي‬.....لا زلت أتذكر قصة هذه العائلة التي تحدت كل العالم من أجل أن يجتمع شملها و لا زلت أتذكر مريد في روايته العظيمة في بساطتها "رأيت رام الله‬" و هو يصف رضوى الصابرة..القوية و التي يمكن الاعتماد عليها...رضوى التي فُرقت عن زوجها بالقوة سنين طوالا فاستطاعت الصمود في سبيل هذه العائلة الصغيرة في تعدادها و لكن الكبيرة في طموحها، ليجتمع شملهم في النهاية و ليثمر حبهم الكبير عن تميم....الشاعر الرائع و الأديب....كلما نظرت إلى صورتهم أحسست في نفسي أنني أرى أكثر عائلة متناغمة و رائعة في العالم....أحسست أنه ما يجمعهم ليس المشاعر التقليدية التي تمسك بوهن معظم العلاقات الزوجية التي مر عليها الزمن حولنا....أحسست أن ما يجمع رضوى و مريد أعمق و أقوى الاف المرات...ملايين المرات...لانهم كافحوا في سبيل أن يكونوا معا و لانهم اختاروا هذا المصير المشترك عن قناعة تعكس مقدار فهمها بانهما خُلقا حتى يُكمل بعضهما الاخر....أشعر بالحزن و أنا أتخيل مريد...كيف سيعيش بعد هذا الفقد؟؟؟كيف سيعود التوازن إلى حياته التي غابت رضوى عنها؟؟؟أتمنى لو أن كان بإمكان كلماتي أن تصله....كنت سأقول له أنك لم تفقد رضوى وحدك و لكن كل من عرفكم قد فقدها معك.
إني لا أتمنى لنفسي إلا أن أجد "رضواي" التي سأكون لها "مريدا" .