Wednesday, May 7, 2014

أسطر قليلة عن :باسم يوسف

لطالما كان تقبل الناس للمفكرين صعبا للغاية، فالانسان مفطور بطبعه على الشعور بكماله الفكري و عدم حاجته لسماع الاخرين. العلم هو الذي يجعل الانسان متيقنا من مقدار جهله و حاجته الى علوم الاخرين و ارائهم في هذه الحياة أما الجُهال فهم من يمضون حياتهم كاملة غارقين في أوهام عظمة فكرهم و تمامه. و في المقابل نجد أن اغلب الناس لا يجدون أي غضاضة في تقبل "الكوميديين" الذين يعتبرون مهرجين في أعين الناس. ذلك يرجع إلى الشعور الداخلي بدونية هذه المهنة عند الكثيرين. و كما هو معروف فإن الانسان ينجذب لما هو أدنى منه في نظره رغبة منه في اشباع رغباته السادية في الاحساس بالعظمة و الزهو. أعظم أنواع الكومييدين و أذكاهم هم من يستطيعون إيصال افكارهم و معتقداتهم من خلال نكاتهم التي تُضحك الاخرين فهم بذلك يتحايلون على عقول الاخرين و يجبرونهم على سماع اراءهم دون اللجوء للاساليب الصدامية التي تنتهي غالبا بدون أي نتيجة. كثيرة هي الامثلة في الغرب عن شخصيات من هذه المدرسة أما في وطننا العربي فلن نجد مثالا أسطع من باسم_يوسف الذي تم إتهامه بشتى انواع التهم و لسبب بسيط و هو قدرته على التأثير في الاخرين و تنبيههم للكثير من القضايا الحساسة في المجتمع المصري من خلال النكتة و الضحكة. تجربة "كوميديا الواقع" تستحق كل متابعة و دراسة من مجتمعاتنا التي تعيش مرحلة دقيقة تحتاج فيها لمن يُصارحها بالحقائق و يُنبهها الى تفاصيل الصورة التي يحاول أصحاب المصالح و المؤامرات طمسها على الدوام.