Saturday, October 22, 2011

إلى طغاة العالم


اتذكر أثناء الدراسة في المدرسة و تحديدا مادة التربية الاسلامية، كلما كنا ندرس نصا قرآنيا او حديثا شريفا، كان هناك سؤال لابد منه في نهاية كل درس و هو "من توجيهات الايات" او "من توجيهات الحديث الشريف" و مع اختلاف النصوص و عبرها و توجيهاتها، كانت هناك عبارة لا تفتأ تتكرر كثيرا في اغلب التوجيهات و هي "الجزاء من جنس العمل"، كانت تتكرر كثيرا لدرجة انها كانت اول ما افكر به اذا وجدت هذا السؤال في الامتحان. تخطينا مرحلة الدراسة في المدارس و من ثم، الجامعات و لكن هذه العبارة لا تزال تخطر ببالي كثيرا و استغرب ان الكثير من الناس لا يدركون معنى هذا العبارة و لا يدركون القدرة الالهية التي تسير هذه الحياة.

يوم الخميس الماضي كان يوما مجيدا، كان يوم مقتل القذافي، لم أستغرب ابدا لانني كنت منذ اشهر طويلة اتوقع هذه النهاية له،لانه القذافي افسد في الارض 42 عاما عانى فيها الشعب الليبي ويلات من الحرمان و التهميش و الجهل و التخلف و النزوات المريضة و عندما قال هذا الشعب كفى، بدأ القذافي في امعان القتل و الفتك بشباب بلده و كنا يتذكر الصور التي كانت تصل في بدايات ثورة السابع عشر من فبراير و مدى بشاعتها. الامر الذي ادى الى اتجاه الشعب الليبي الى حمل السلاح و حماية الشعب المنتفض و لكن ذلك لم يكون ليجدي نفعا خصوصا مع قلة التدريب و العتاد و التفوق الجوي لكتائب القذافي،و وصلت الامور تقريبا الى حافة الهاوية مع اقتراب جحافل القذافي من بنغازي، الامر الذي ادى الى تدخل حلف الناتو لنجدة الثوار و هنا اريد ان اشدد على التالي:
  • انا لا امجد دور حلف الناتو و اعرف ان وراء الاكمة ما وراها و ان مشاركة الحلف كانت بثمن من موارد الشعب الليبي و لكن موارد الشعب الليبي كانت حكرا على القذافي و ابناءه و بالتالي فالان الامر سيان بالنسبة للشعب الليبي.بل بالعكس، سيتمكن الشعب الليبي من استخدام اغلب موارده في بناء الدولة الجديدة.
  • الجميع يتفق على ان عدم تدخل قوات الناتو و وصول الكتائب الى بنغازي كان سيؤدي الى مذابح و تطهير لمناطق الشرق الليبي و العقيد و ابناءه وجهوا تهديدات بهذا المضمون.
  • تاخر الدول العربية في ردع الطغاة يؤدي الى التدخل الاجنبي و كان الاولى ان يقف العرب بقوة في وجه جبروت القذافي و ها نحن نرى الدور العربي الهزيل في سوريا.
  • الشعب الليبي الذي ضحى ب50 الف قتيل في سبيل الحرية سيضحي مرة اخرى في سبيل السيادة الوطنية اذا فكرت الدول الغربية في استعمار البلاد او استغفال العباد، هذه شعوب لا تعرف للخنوع طريقا و نسيت معنى الخوف الا من رب العباد.
و للاسف فان الكثيرين من الناس العاديين في الشعوب العربية اصبحوا يدعوون للعقيد بالنصر على الكفار و كأن القذافي اصبح حامي حمى الاسلام و هذا للاسف نتيجة عدم قراءة التاريخ و الجهل بالفضائع التي ارتكبها هذا الانسان بحق شعبه و بحق العرب و بحق الدين الذي يدعي البعض انه كان يدافع عنه في حربه ضد الناتو.

فيقرأوا الكتاب الاخضر الذي يدعي القذافي انه افضل من القرآن و يقرأوا تلك البدع و الخزعبلات و ليرجعوا الى الثمانينات حيث امعن القذافي قتلا في ابناء الشعب الليبي و دعم الحركات المتظرفة في العالم التي قتلت الابرياء في شؤق الارض و مغربها و شوه صورة الاسلام و العرب و الليبين عموما.

و مع متابعتي لمقاطع الفيديو على الانترنت وخصوصا موقع يوتيوب، و مشاهدتي العديد و العديد من المقاطع التي تعرض لحظات القاء القبض على القذافي، لاحظت انها قد صورت كلها بكاميرات الهاتف النقال و بايدي الثوار الليبيين و أحسست ان رب العباد وهب الانسان قدرة دمج الكاميرا في الهواتف النقالة حتى يستطيع هؤلاء الثوار ان يخلدوا هذه اللخظة التاريخية، حتي يستطيع كل فرد من الذين كانوا موجودين في مسرح الاحداث ان يخلد الذكرى بطريقته هو و أن ينقل للعالم نهاية هذا الظالم بلا رتوش أو رقابة حتى يصبح آية للناس.

و لكني ايضا اثناء متابعتي هذه اللقطات، استغربت وجود الكثير ممن علقوا أن الثوار خونة و كفار و ان القذافي مجاهد و مقاتل و شجاع و هو الذي كان ينتحب طالبا الرحمة، اخرون قالوا انه كان يجب ان ينقل حيا ليحاكم و ان هذه همجية و اريد ان اقول لهؤلاء جميعا أن يعودوا للتاريخ و يعرفوا جرائم هذا الانسان في شعبه، ماذا كنتم ستفعلون في القذافي لو كان من قتل اباءكم و سرق اموالكم و خرب بلادكم، ماذا كنتم ستفعلون لو عشتم بدايات الثورة و قتل الناس بواسطة المدافع المضادة للطائرات؟؟ و اما عن جهاد القذافي "المسلم" ضد الكفار فارجو ان لا ننسى أصل القذافي اليهودي و ما تدور حوله من شائعات على انه ابن حرام و لا ينتسب فعلا الى قبيلة القذاذفة و ارجو ايضا ان نتذكر تعديه على القرآن و الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة في اكثر من مناسبة....اريد ان اسأل..هل هذا من الاسلام في شيء؟؟؟

و اما عن همجية القتل و المحاكمة، فأنني لا انكر ان القذافي قتل بلا محاكمة و لكن دعونا يا اخوة نتذكر مقولة "الجزاء من جنس العمل"،و دعونا نفكر في اسباب هذه القتل الوحشي و نؤمن بيد الله في هذه الحادثة، كان قدر الله ان يقتل القذافي بيد ابناء شعبه بعد أن يقع في يديهم و يٌهان و يٌجرب طعم الخوف و "قهر الرجال" الذي مارسه على الليبيين سنين طوالا، كان قدر الله أن يمسك بالقذافي حيا و ان يبقى واعيا ليسمع و يعرف و يحصد ما زرع و يتيقن أخيرا أن الشعب الليبي قد قال "لا" و هو الذي كان ينكر في الاساس وجود المعارضة و وجود الثورة،كان قدر الله ان يقتل القذافي عن طريق"حكم الشعب" الذي ابتدعه العقيد في 1977 ليوهم العالم انه قد تنازل عن الحكم و أن الشعب يحكم نفسه بنفسه، و مرت 42 عاما كان فيها الشعب ليس له فيها من الحكم شيء و كل السلطة كان محصورة في يد القذافي و زمرته، 42 عاما لم يمارس فيها حكم الشعب ابدا الا مرة واحدة، حادثة واحدة فقط، استطاع فيها الشعب ان ينفذ حكمه و كانت هي حادثة القبض على القذافي و اعدامه، كان قدر الله ان يموت القذافي و هو يعرف أن ما قتله هو حكم الشعب الذي ابتدعه طيلة السنين الماضية دون ان ينفذه و كان اول حكم و اخر حكم في سلطة الشعب هو اعدامه.

مشكلة الطغاة أنهم يظنون ان عجلة التاريخ قد توقفت و انهم وكلاء الله على الارض و برغم كل قصص الماضي و اشارات الحاضر الا انهم يصرون على العناد لان غرورهم و نرجسيتهم يٌصوران لهم أنهم مميزون و مختلفون و انهم باقون الى الابد ولا يدرون أن الله واحد و أن عجلة التاريخ مستمرة لتاخذهم الى مزابل التاريخ و لذلك فكل الطغاة يموتون كالجزدان...لان الله ليس بغافل عنهم و لان الله يجعلهم عبر نتذكرها عبر الزمان،فلنتذكر غرق فرعون و هتلر المنتحر في قبو ثكنته و موسوليني الذي قتل على يد الناس في ميلانو شنقا و مُثل بجثته و تشاوسيسكو حاكم رومانيا الذي اعدمه الثوار هو و زوجته بعد محاكمة صورية لم تستمر اكثر من ربع ساعة و إني واثق ان كلا من الطاغيتين" بشار الاسد و علي عبدالله صالح" لو كانا يفهمان لغة الزمان و اشارته لكانا سلما السلطة بمجرد رؤية صور القذافي و نهايته لكنهم صم بكم عمي عن هذه اللغة و تلك الاشارات و لذلك حقت عليهم هذه النهاية باذن الله.




Saturday, October 15, 2011

عريس لقطة



كُتب هذا النص بتاريخ 3-7-2009


عريس لقطة

قبل فترة بسيطة من الزمن،لنقل أسبوعين،كلمني صديق عزيز جدا على قلبي عبر الانترنت قبيل انتصاف الليل قائلا انه يريد أن ينصحني نصيحة مهمة جدا،قلت له:"كلي آذان صاغية"،فقال:

"يا عبد عمرك ما تفكر تحب أبدا إلا و أنت جاهز و وضعك المادي ممتاز جدا و بتقدر تطلب أي إنسانة بتتمناها"

و رغم سماعي لهذه "النصيحة" منذ فترة طويلة من كثير ممن أعرفهم، إلا أنني فكرت كثيرا بهذه الجمل خلال الأسبوعين الماضيين،ولا ادري لماذا؟؟شي ما في داخلي يدفعني لتفنيد هذه النصيحة،إحساس عميق يدفعني للكتابة، ولا تسيئوا فهمي،أنا لا أريد أن أفند رأي صديقي الذي اعرفه جيدا و اعرف انه قال هذه العبارات في لحظة يأس نادرة انتهت كما طوت الشمس ظلام تلك الليلة التي تمت فيها تلك المحادثة،أنا لا أريد أن أفند رأيه بقدر ما أريد أن أفند رأي المجتمع الشرقي بأكمله،ذلك المجتمع الذي يبحث عن العريس "اللقطة"الذي تمتلئ جيوبه بالأوراق الخضراء،و يملك المنصب و السيارة و البيت،ولا بأس بمزرعة أو وديعة بنكية ضخمة، و حبذا أن يكون ابن عائلة عريقة او ذات مستوى اجتماعي عالٍ الى آخره من الشروط المطلوبة هذه الأيام حتى تستطيع ان تكون عريس "لقطة"،أجد نفسي تتوق الى كتابة هذه السطور التي أريد من خلالها ان ابرز رؤيتي في هذا الموضوع الذي يمسني و يمس جيلاُ من الشباب لما يتزوج بعد لمجرد انه ليس عريس لقطة.
لنسأل أنفسنا"ما هو الحب"،الكل منا لديه تعريف خاص به يعكس من خلاله تجربته في الحياة حيال الجنس الآخر،لا أريد ان أخوض في تعريفي الخاص و لكني أريد أن اقتبس منه كلمتين فقط، الأولى هي "التضحية"،الحب حالة إنسانية تجمع شخصين يجب أن يضحي كلاهما في سبيل الآخر دون انتظار مقابل او بدل او مردود،عندما نضحي بكل ما نملك في سبيل إنسان فإننا نحبه، لا يكفي أن نقول لشخص كلمة "احبك" لان الحب برأيي أفعال و ليس أقوالا.

و الكلمة الأخرى هي "الاحترام"،الحب يجمع شخصين يحترم كلاهما الآخر،لا يتعالى فيه طرف على الآخر،ليس هناك من يكون سيدا و يكتفي الآخر بدور العبد،ليس فيه احتقار أو تصغير لأحد،بل احترام و تقدير متبادل يعكس حالة من الوحدة التي تجمع روحين اختارتا إكمال الطريق سويا حتى يفرق الموت بينهما.
لكن الواقع ان هناك شريحة كبيرة من المجتمع الشرقي لا تفكر إطلاقا في معنى الحب،و لكنها تجتهد في البحث عن عريس اللقطة،اجتهاد يصل أحيانا الى حالات من الإذلال و العرض الرخيص كما يعرض العبيد في سوق النخاسة،و يجد الشاري ضالته و الشكر يعود الى مهارة السمسار و يتقدم العريس للخطبة و يتم الاتفاق و يكتب الكتاب و تقوم الأفراح و كل شيء يبدو على ما يرام،و لكن لنفكر قليلا سادتي،هل هكذا زواج سيكون زواجا سعيدا؟؟ و الحقيقة انه يمكن ان يكون زواجا ناجحا للغاية ولا يرجع الفضل في ذلك الى المال بقدر ما يرجع الى طبيعة الرجل و المرأة الذين جمع بينها رباط الزواج و الأهم من هذا و ذاك هو توفيق رب العالمين سبحانه و تعالى،و لكن هناك من يواجه مشكلات كامنة في هكذا زواج،بمعنى أنها تحتاج فترة حتى تبرز الى السطح و من مثل هذه المشاكل ان يظن الرجل ان شريكة حياته قد اختارته لأجل محفظته المتخمة و ادعت حبه حتى تفوز بماله ،و لا تنكروا يا سادتي ان مثل هكذا زيجات قد حصلت كثيرا، و تبرز هذه المشكلة حينما يحس الرجل ان زوجته قد تغيرت بعد الزواج و حينما لا يجد منها ذلك الحب و الحنان و التفاني الذي كان قبــــــل الزواج فتبرز هذه الأفكار الى رأسه و قد تؤدي مثل هذه الأفكار الى كارثة مدمرة تحيق بالزواج و قد تقضي عليه نهائيا.

هذه المشكلة حصلت نتيجة فقدان الحب لأحد ركائزه الأساسية إلا و هي التضحية،حيث يحس الرجل انه المضحي و أنه وقع ضحية استغلال من قبل زوجته و أهلها، قد يكون هذا صحيحا و قد لا يكون لكن الشيطان ماهر و يقنع الرجل بهذه الأفكار السوداوية،التضحية ركيزة مهمة في العلاقة بين الرجل و المرأة و يجب أن تكون متبادلة و تنم على ان الحب يكون للشخص و ليس للمادة و هنا تكون عظمة الحب.

هناك مشكلة خطيرة أخرى أريد أن أسلط عليها الضوء قد تعصف بزيجات من هذا النوع و هي أن يعامل الرجل امرأته بدونية و أن يمن عليها و أن يعدد أفضاله عليها و يهينها و يهين أهلها بمناسبة و بدون مناسبة،كيف لا و هو عريس اللقطة الغني الذي بإمكانه أن يتزوج من يشاء و يعمل ما يشاء؟ 

مثل هذه المشكلات تهوي بنفسية المرأة إلى الحضيض و قد تسبب لها مشاكل نفسية و صراعات داخلية مكبوتة قد تؤدي إلى إصابة الزوجة بأمراض خطيرة مزمنة كالضغط و السكري او الجلطة مثلا،أو قد تؤدي إلى قيام المرأة بعمل طائش كمحاولة انتقام من الزوج نتيجة إصابتها بنوع من الاضطرابات العصبية التي لا افقه عنها شيئا و كثيرا ما قرانا صفحة الحوادث وصدمتنا حالات انتقام تقوم بها الزوجة تصل أحيانا إلى القتل العمد،و لكن هل سألنا أنفسنا مرة،لماذا حصل هذا؟؟؟؟؟؟

علمتني الحياة انه لا شي يوجد من العدم،لكل حدث سبب،هذا شي أكيد،و لكن ما هو سبب مثل هذه الجرائم؟قد يكون ذلك لأنه زواج لم يقم على الاحترام المتبادل،هناك سيد و هناك عبد و الدور أبدي و ثابت لا يريم،برغم أن الزواج الناجح يتطلب مرونة في التعامل و تبادلا في الأدوار،نصح رجل ابنه المقبل على الزواج قائلا:"يا بني كن لها عبدا تكن لك امة"،،،،،،،،أمة أي عبدة.

أنا لا أدعو إلى نبذ كل إنسان يكون مقتدرا او غنيا و يأتي طالبا الزواج و لكني ادعو الى التريث و السؤال و الاهتمام بعلمه و أدبه،فليس كل من يملك المال بعالم و ليس أيضا بإنسان خلوق مؤدب،و الاهتمام بشكل خاص بدينه و صلاحه فلا يوجد إنسان يتميز عن إنسان إلا بالتقوى كما ورد في الحديث الشريف،كما اني لا ادعو الى قبول كل إنسان فقير معدم لا يملك أي مقوم يؤهله بالقيام بواجبات الزواج و لكني أدعو إلى التركيز على دين الإنسان و صلاحه،على علمه و شهادته او عمله و حرفته،الى اختيار الإنسان الطموح لتحسين حالته و وضعه،الى اختيار الإنسان المثابر المجتهد و إتباع الحدس بأن هذا الإنسان قد يغدو رجلا ناجحا و لن يغيب آمال من رأوا في داخله تلك القدرة على التغيير و الإبداع.

قيل قديما "الزواج قسمة و نصيب"و هذا قول صحيح تماما،و حتى أن كثيرا من الزيجات التي قامت على الحب المتبادل قد انتهت نهايات مأساوية و مهما تكن الأسباب التي أدت إلى ذلك يجب أن تتذكر دائما أن إرادة الله تعالى هي العليا و أن الإنسان لا يأخذ إلا ما كُتب و قُدر عليه في هذه الدنيا.

قد تظنون يا سادتي أنني رجل ساخط على المجتمع الشرقي في العقد الثالث من العمر لم يتزوج بعد ولكني لا أزال طالبا في الجامعة يدرس الهندسة الكهربائية و عمري 21 عاما فقط و سوف أتخرج العام القادم بإذن الله تعالى،و لكني كجزء من هذا المجتمع أحس أنه يحوي كثيرا من المشاكل التي من واجبي على الأقل أن الفت إليها النظر و أصارح مجتمعي بها حتى يغدو مجتمعا أفضل،أقوى و أكثر تماسكا.

بينما اكتب هذه السطور يقوم احد أقربائي بخطبة إحدى قريباتي و يبدو أن كل شي على ما يرام و انتهز الفرصة لأقول لهما مبارك لكما و بالرفاه و البنين،لكن الطريف في الأمر أن أخ العريس الكبير قد طلب أخت العروس الكبرى قبل 4 سنين عندما كانت أحوال عائلة العريس عادية ،وقد قوبل هذا الطلب برفض قاطع وقتها،لكن 4 سنوات فترة كانت كافية لكي يقوم هذا الأخ الكبير بمساعدة إخوته من تغيير أحوالهم حتى رزقهم الله بما صبروا و أعطاهم،و بعد 4 سنين يقابل طلبهم بموافقة أكيدة لا تحتاج إلى شي من التردد و التفكير،و أسائل نفسي،لماذا لم تحصل هذه الموافقة قبل 4 سنوات؟لماذا لم يعطى ذلك الإنسان فرصته و تم تقييمه و رفضه لمجرد انه لم يكن وقتها "عريس لقطة"؟لماذا لم يتم الإيمان في قدراته و طموحه في التغيير؟؟أسئلة كثيرة اطرحها على نفسي في هذه اللحظات.

قبل أن أرسل هذه المادة للنشر،قرأها أحد أصدقائي و قال أن العاطفة فيها تطغى على الفكرة و أن هذا من شأنه أن يضعف النص الذي يمكن اعتباره معالجة اجتماعية،و أحسست أنني ربما بالغت في الوصف،و لكني بعد قليل من التفكير وجدت أن نزع العاطفة من هذا النص كنزع الروح من جسد حي،فكلاهما يصبح بلا فائدة،فكثير من الأشياء في حياتنا ننظر إليها من خلال عواطفنا و قلوبنا،ولو رأيناها من زاوية أخرى لاختلفت قراراتنا و طبيعة حياتنا،فأغلب قراراتنا الشجاعة ما كانت لتصدر لولا عواطف جياشة تسكن صدورنا،و صدقوني، تلك القرارات الشجاعة هي من أعطت للعالم صورته و شكلت التاريخ و حررت الأمم،معادلات الحياة لا تحل فقط بالمنطق و الأرقام الذين يتطلبان توافر كل العناصر و المقومات حتى نجد الحل و لكنها تحل أيضا بالإيمان و الثقة الذين يعوضان غياب ما فقد من عناصر، و كلاهما ناتج في اغلب الأحيان عن الحب.و بالنسبة لموضوع هذا النص،فإن الفكرة لم تكن لتوجد لولا عاطفة جياشة سكنت صدر كاتبها وحثه على كتابة هذه المادة التي لا اعتبرها معالجة اجتماعية بقدر ما أجدها حديثا نابعا من القلب.



تبقى نقطة أخيرة يجب ان أوضحها،شخصيا كشاب في الواحد و العشرين من العمر،لدي أمنيات كثيرة أرجو أن تتحقق و لكني أؤمن بالله تعالى و بالقسمة و النصيب،وأشدد على التالي:

ارفض أن تتم رؤيتي من خلال حجم محفظتي فأنا شخص أفضل من ذلك ،ارفض أن أكون شخصا يحظى بامتياز اختيار المرأة التي يريد كما نختار ملابسنا الجديدة التي نمتلك أثمانها في جيوبنا،ارفض أن تحس زوجتي في يوم من الأيام بأنني أفضل منها و أنني قدمت لها فرصة عمرها عندما طلبت يدها للزواج،أطالب بإعطائي فرصة أثبت فيها طموحي و قدرتي على التغيير للأفضل،و باختصار شديد أنا ارفض أن أكون "عريس لقطة" بشكل قاطع و لكني أقول في الوقت الذي يظن فيه بعض الناس أن الحب خلق للغني و القوي و المحظوظ،أقول لهؤلاء إنهم للأسف لا يعرفون شيئا عن الحب و أرد عليهم كما قال فورست جامب "Forrest Gump" في الفيلم الذي حمل اسمه
I Know What Love Is”                               


Saturday, October 8, 2011

Steve Jobs........iSorry


بصراحة هاي الايام صار شي مهم كثير بحياتي و حياة عيلتي و هو انو ابوي دخل فلسطين للمرة الثانية  بعد 37 سنة من الغياب و بصراحة هاد كان شي ولا في الاحلام، ما كنت بتوقع هاد الشي ابدا، اني اشوف والدي في نابلس و اني امشي معو و اني اخذو على الجامعة و احكي لو اني تعلمت هون.....صراحة اشياء كثير ما كنت متوقعها و لكن فعلا انو ربنا كبير و الحمد لله على كل شي.

يوم الخميس الصبح جهزت حالي للدوام و كان ابوي و امي موجودين و فاتحين على الجزيرة و انا طلعت برا البيت بس شي قال لي ارجع دق الباب....بصراحة كان معي ساندويش بدي ارجعو لانو جاي على بالي افطر سلطة بالشغل ههههههه...امي فتحت الباب بتحكي شو في؟؟ حكيت لها خذي الساندويش و فعلا اخذتو مني و لسا بدها تسكر الباب....و فجأة سمعت صوت بقول "اعلن عن وفاة ستيف جوبز عن عمر يناهز 56 عاما......" انصعقت....كان الدوام ظايل لو كم دقيقة بس ما لقيت حالي الا جوا البيت و بأشر للجميع يسكتو شوي مشان اسمع هاد الخبر المحزن.....والله ما صدقت....صرت احكي :لأ يا ستيف.....لأ يا ستيف........ابوي فكرني مجنون و امي فكرت انو صارت كارثة و سالوني مين هاد ستيف جوبز............ما عرفت شو اجاوب و لفيت حالي و رحت على الدوام.

بالدوام كنت متنكد و قاعد لحالي و اجا زميلي في القسم على الدوام...سلمنا على بعض....بحكي لو والله اني سمعت خبر بسم البدن....بحكي خير شو في؟؟ قلت له انسى مو مهم كثير....هو اصر يسمع الخبر.....حكيت لو انو جوبز توفى.....بحكي لي شو يعني؟؟؟ احزن على موتى اطفال المسلمين احسن لك........بهاي اللحظة بتحس حالك جاي من مجرة ثانية مش كوكب ثاني.....سكتت و ما حبيت اجادل خصوصا لفرق السن بيني و بين زميلي....

صارت الساعة 10 و صرت اسمع الناس بالشغل بحكو عن الموضوع...حتى في احد المدراء قال انو لازم نروح نحضر العزاء لانو بوزعو دلايل ايفون ههههههه "توزيع الدلايل هي عادة نابلسية قديمة و هي عبارة عن توزيع الكنافة على المعزين في اخر يوم من ايام العزاء"....و مع اني ضحكت الا اني ظليت افكر في وفاة جوبز و بلوم حالي كثير.....لانو معرفتي بحوبز هي معرفة من فترة بسيطة بس و لكن هاي الشخصية كان لها تأثير على حياتي اكثر من ناس كثير عرفتهم من سنين.

للي بعرفني شخصيا و بناقش معي اخبار التكنولوجيا بعرف اني بفضل المصادر المفتوحة و شخصيات مثل ريتشارد ستالمان و لينوس تورفالدس عن شخصيات ثانية زي بيل غيتس و ستيف جوبز....و بصراحة كانت عندي نظرة لستيف على انو انسان محتكر و بالتالي شرير و همه الاساسي انو يربح كمان و كمان و هاي هي....و على غير عادتي ما قرات عن الرجل كثير و ما اهتميت اعرف هاي الشحصية من كل الجوانب.......ما اهتميت اعرف مين هو و كيف بدأ و شو هي سيرة حياتو....و مرت الايام.....

في اواخر شهر رمضان الماضي كنت كالعادة رايح على الدوام و اول شي بفتحو اني بقرأ شوية اخبار على Google Reader منها السياسي و منها التكنولوجي........و لقيت خبر بقول "استقالة ستيف جوبز كمدير تنفيذي لشركة أبل"...بصراحة اول شي ما اهتميت اقرأ لاني عندي اراء في الرجل و بالعربي ما بطيقو.....اصلا توقعت انو تكون حركة من حركات الاغنياء و بدو يعمل فيلم ولا شي او يترك الشغل و يتمتع بشوية نشاطات خبرية و التمدد على جزيرة في البحر الكاريبي هههه....لكني بعد شوية تردد قلت خليني اقرا شو الخبر....مش خسرانين شي....و فعلا فتحت الخبر......

لقيت انو الرجل استقال لانو كان مصاب بسرطان البنكرياس و وصل لمرحلة حرجة كثير و قرات طبعا زي الملايين الي بحبو التكنولوجيا رسالة الاستقالة.....بصراحة كان خبر أثر فيي كثير....حسيت اني كنت ظالم الرجل بشكل غريب و اني اطلقت عليه احكام سيئة كثير و الرجل بعاني و حالتو صعبة....حسيت بتأنيب الضمير لانو هاي مش عاداتي ابدا........عمري ما حبيت اظلم حدا ابدا...و حسيت اني ظلمتو كثير و كان لابد اني اكفر على الخطأ هاد.

روحت يومها على البيت و بلشت ادور على الانترنت عن حياة ستيف جوبز في المواقع الانجليزية و العربية و بلشت اقرأ و انا مع كل سطر انصدم اكثر و اكثر.....رجل استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معاني...ابتداء من طفولته و اصولو العربية " لو انو ظل عن بشار الاسد لكان ممكن يصير اكثر ما فيها مدير مقسم تلفونات هاد اذا كان مدعوم و واسطات و رشاوى" مرورا بخروجو من الجامعة و تعرفو على ستيف وزنياك و شراكتهم في تأسيس شركة أبل و تصنيع اول كمبيوتر شخصي في العالم و اطلاق ابل1 و ابل 2 و الكمبيوتر ليزا و التحقة التكنولوجية "الماكنتوش" و بعدها خروجوا من ابل بسبب الخلاف مع مجلس الادارة و تأسيسه لشركة نكست للكمبيوتر و شركة بيكسار لانتاج افلام الكرتون "الانمي" الي عملت نقلة نوعية في صناعة السينما "يكفي تأثير فيلم حكاية لعبة Toy Story على السينما في العالم" ثم عودتو لابل مرفوع الرأس لياخذ بيدها من حافة الهاوية للشركة التي فاقت شركة اكسون موبيل النفطية الامريكية كأكبر شركة في العالم من الناحية السوقية و يجعلها الشركة التي امتلكت من السيولة النقدية ما يفوق ما هو متوفر في خزينة الحكومة الامريكية و هاد كلو عن طريق سلسلة ابتكارات "i" الي غيرت العالم و ثقافة الناس على وجه البسيطة.

بحثت كثير عن حياة ستيف في اليوتيوب...كنت حابب اعرف عن حالتو المرضية....كنت بدي اعرف مدى خطورة المرض...و لقيت حالي بسمع بخطاب ستانفورد الشهير الي ما راح احطو هون لانو ما ظل حدا الا سمعو....كان خطاب ملهم كثير...عظيم كثير...بسيط كثير...كان خطاب شبه كامل "فالكمال لله وحده"...كان خطاب متواضع....كان في صوتو هاي النبرة الي بتخليك تحس انو بحكي معك في جلسة عائلية و بنصح فيك...كان في هاد الخطاب رغبة من جوبز انو الجميع يفهم انو سر النجاح بسيط للغاية....لانو هاي الايام في ناس بتكتب كتب عن النجاح و بعملو محاضرة و برمجة لغوية عصبية و مش عارف شو..........كلو كلام ما بامن فيه....الانسان لا يمكن ان يبرمج كالالة.......الانسان عندو عواطف و احاسيس و مشاعر و هاد الي خلانا بشر و ميزنا على بقية خلق الله..."الانسان يجب ان يفعل ما يحب و ان يبحث عنه مهما طال الزمن".....لخص جوبز المعادلة في هاي الجملة الي ابهرتني لما سمعتها....خصوصا اني حاليا في مرحلة اختيارات و قرارات راح ترسم خط حياتي لحد ما اموت....كلام جوبز كان مثل الدواء الي بنتظره المريض من زمان....اعطاني القدرة على اني اطمئن الى القرار الي اتخذو لمسار حياتي و الي بتمنى انو ربنا ييسرو لي ياااااا رب....

خطاب ستانفورد كان خطاب رائع...بس كنت بدور على شي بحتوي على خلاصتو في بضع دقائق حتى اني لما بدي ابعتو لحدا اتاكد انو راح يسمعو على الاكيد و فعلا لقيت هاد الفيديو الي بتمنى اني اشوف الشب الي عملو و احكي لو شكرا و جزاك الله خيرا

هاد الفيديو كان خلاصة خطاب ستانفورد.....هو عبارة عن جرعة مركزة ينصح بتناولها يوميا و كلما دعت الحاجة....جرعة غنية من ناحية المحتوى و الموسيقى و الصور....ما في يومين مرو بدو ما اسمعها....و اغلب المرات بسمعها و بتدمع عيوني......مرة سمعتها و بكيت كثير لاني بتمنى من ربنا انو ييسر لي الشي الي نفسي فيه و بحس كل ما اسمع هالفيديو انو ان شاء الله هانت...لقيت حالي ببكي و هو عم يحكي....ما بكيت على وفاة ستيف....كلنا راح نموت...في كثير ناس ممكن يحكو عني مجنون و عن غيري من الي تأثرو بوفاتو و بحكو انو كافر و بوذي و وثني و مش عارف شو.....بحب اقول لهم....صحيح كل شي قلتوه لكنه بالنهاية انسان عظيم غير في حياة كل واحد فينا بشكل مباشر او غير مباشر...و انو النجاح ربنا وهبو لناس غير مسلمين  و انو في حديث شريف للرسول صلى الله عليه و سلم بقول "اطلب العلم ولو في الصين"....احنا ما بنحكي انو كل شي بحياة جوبز كويس و لكن احنا بنحكي عن تفكير الرجل و عن الي قدمو للعالم يا اخوان....

{مر بجنازة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام لها، فقالوا: يا رسول الله! إنها جنازة يهودي، قال: أليست بنفس } صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

يوم الخميس بالليل كنت ماشي برفيديا....تطلعت على سبيتاني سنتر و تذكرت انو هاد المتجر حاليا معو وكالة ابل في فلسطين....قررت ادخل و اشوف اذا كانو زي بقية متاجر ابل في العالم حاطين صور جوبز على الماك و الاي باد و مقدمين شوية احترام للرجل.....دخلت و لقيت الاجهزة بتشغل افلام و ما عليها شي.....حاولت احط صورة جوبز بدون ما يحس حدا و لكن ما قدرت لانو ما في انترنت على الاجهزة.....حكيت مع الموظف المسؤول و فهمتو انو كل المتاجر الي معها وكالة ابل عاملة هاد الشي كنوع من اظهار الاحترام للرجل بس هو صار يحكي لي انو ما بقدر و لازم يشوف المدير و سياسة شركة و حسيتو بتهرب مني...انا تركتو و خرجت و بعد ما مشت 100 متر كنت بدي ارجع احكي مع مديرو لاني حسيت اني ما بذلت جهدي مشان افهمو القضية بس ما حبيت اطلع بسواد الوجه كمان مرة.

لساتني بحب الاوبن سورس....و مبارح صديق لي طلب رايي في جهاز و نصحتو بالسامسونج جالاكسي رغم انو هو كان مفكر في الايفون....و انا شخصيا ما بفكر اشتري اي منتج لابل بس مع هيك راح اتذكر ستيف جوبز طول عمري....و اذا ربنا قسم لي اني احقق حلمي في اني اكون استاذ جامعي....راح احكي لطلابي عن ستيف جوبز...و اذا ربنا قدر لي اني اكون والد....راح احكي لاولادي عن ستيف جوبز لانو حياة ستيف جوبز هي تجربة عظيمة تستحق التوقف عندها و لو كان ستيف حي و صارت لي فرصة اني اشوفو كنت راح احكي لو.....سيد جوبز.....انا اسف...