دور يا زمن

كُتبت بتاريخ 2013/4/2

استوقفتني ساعة معلقة على حائط العيادة عندما قمت بزيارتها اليوم، كانت العقارب تشير الى الساعة الحادية عشرة و ثلاث و اربعين دقيقة تقريبا و لم يكن الوقت في الواقع قد جاوز التاسعة و النصف ليلا، شيء ما جعلني افكر في أن حياتنا كما عقارب هذه الساعة التي دارت في مدار بدون كلل أو ملل، هذه العقارب قد توقفت برهة من الزمن عند رقم معين ثم انتقلت الى رقم اخر لتتوقف عنده برهة اخرى و تتابع مسيرها، و حياتنا تتوقف عند حدث معين أكان فرحا أو حزنا أو نجاحا أو فشلا الى اخره من احداث الدنيا الكثيرة لبرهة من الزمن ثم تنتقل الى حدث اخر و هكذا، عقارب تدور في مدار مغلق..تترك مكانها لتعود اليه مرة اخرى ثم تتركه مرة اخرى فلا شيء ثابت بالنسبة لهذه العقارب التي لا تعرف للهدوء و الاستقرار سبيلا، و عندما نمعن النظر في حياتنا نجدها تدور في مدار أبدي من المشاعر المتكررة، نفرح لنترك فرحنا التي تنقضي اوقاته بسرعة إلى حزن يُثقل النفس...نكاد نحس أنه لا ينقضي أبدا لكنه ينقضي ليحل شعور آخر يملأ علينا حياتنا و تستمر الحياة، قد يكون هذا المدار طويلا بالنسبة للبعض و قد يكون قصيرا بالنسبة لآخرين لكننا سنجد انفسنا في لحظة معينة نعود لنشعر بنفس المشاعر التي غادرناها من قبل، حياتنا كهذه العقارب المستمرة في الحركة إلى أجلٍ تنتهي عنده هذه الحركة الى الابد لتخلد اخر وقتٍ نبضت فيه بالحياة،حياتنا ستنتهي عند شعورٍ هو أخر عهدنا في هذه الحياة، منا من ينتهي فرِحاً و منا من يقضي كمدا، تعددت الاسباب و المشاعر الاخيرة و الموت واحد، لكن الفرق الاساسيّ في هذه المقارنة يكمن في أن تلك العقارب قد تعود إلى الحياة مرة أخرى بتبديل التالف من البطاريات و لكن حياة الانسان إذا انقضت................لا تعود.

سرسب في ليل وحدتنا

سرسب و سيل

و سيب على جبينا أثر خطوتك

و بعد شمس العصر يجي الأصيل

و الليل طويل .. فين يا نهار زهوتك



لا الحسن باقي .. ولا الشباب بيدوم

و إزاي يا قلبي دنيتك غرتك

و عشت ليه في الوهم يوم بعد يوم

دور يا زمن دور .. دور وخدنا في دايرتك

"كلمات الشاعر الكبير سيد حجاب و الحان الرائع عمر خيرت و غناء صاحبة الصوت الملائكي حنان ماضي"