أحزنني خبر وفاة الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور،
ليس ذلك الحزن الذي ينتابني كلما سمعت أن أحدهم قد تُوفي، فكما
تعرفون...للموت رهبته و غموضه...تلك المحطة التي نتجه إليها جميعا مهما طال
الزمن...و التي نخافها ليس فقط لخوفنا على حياتنا و إنما أيضا لخوفنا على
حياة من نحب. كان حزني أعمق و ليس السبب في ذلك ما تركته الفقيدة من تراث
أدبي-على أهميته- و إنما كان حزني عليها كإنسانة...كزوجة مريد البرغوثي و أم تميم البرغوثي.....لا زلت أتذكر قصة هذه العائلة التي تحدت كل العالم من أجل أن يجتمع شملها و لا زلت أتذكر مريد في روايته العظيمة في بساطتها "رأيت رام الله"
و هو يصف رضوى الصابرة..القوية و التي يمكن الاعتماد عليها...رضوى التي
فُرقت عن زوجها بالقوة سنين طوالا فاستطاعت الصمود في سبيل هذه العائلة
الصغيرة في تعدادها و لكن الكبيرة في طموحها، ليجتمع شملهم في النهاية و
ليثمر حبهم الكبير عن تميم....الشاعر الرائع و الأديب....كلما نظرت إلى
صورتهم أحسست في نفسي أنني أرى أكثر عائلة متناغمة و رائعة في
العالم....أحسست أنه ما يجمعهم ليس المشاعر التقليدية التي تمسك بوهن معظم
العلاقات الزوجية التي مر عليها الزمن حولنا....أحسست أن ما يجمع رضوى و
مريد أعمق و أقوى الاف المرات...ملايين المرات...لانهم كافحوا في سبيل أن
يكونوا معا و لانهم اختاروا هذا المصير المشترك عن قناعة تعكس مقدار فهمها
بانهما خُلقا حتى يُكمل بعضهما الاخر....أشعر بالحزن و أنا أتخيل
مريد...كيف سيعيش بعد هذا الفقد؟؟؟كيف سيعود التوازن إلى حياته التي غابت
رضوى عنها؟؟؟أتمنى لو أن كان بإمكان كلماتي أن تصله....كنت سأقول له أنك لم
تفقد رضوى وحدك و لكن كل من عرفكم قد فقدها معك.
إني لا أتمنى لنفسي إلا أن أجد "رضواي" التي سأكون لها "مريدا" .